الوثيقة | مشاهدة الموضوع - البحث عن «دولة ضامنة» لنزع «سلاح الفصائل» وتفادي «خطأ» انسحاب الأميركيين
تغيير حجم الخط     

البحث عن «دولة ضامنة» لنزع «سلاح الفصائل» وتفادي «خطأ» انسحاب الأميركيين

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء سبتمبر 03, 2025 1:40 am

3.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

من المفترض أن يزور اليوم الاربعاء محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، سلطنة عُمان، في وقت تقرع فيه “طبول الحرب” في المنطقة.
ويرى مراقبون أن بغداد تحاول البحث عن “وسيط” مع إدارة ترامب، وتفادي “خطأ استراتيجي” باتفاق سحب القوات الأميركية.
وأمس الثلاثاء قالت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية: “في إطار ما يربط سلطنة عُمان وجمهورية العراق الشقيقة من علاقات راسخة وتعاون متجدد، يصل إلى البلاد غداً محمد شياع السوداني رئيسُ مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيقة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يُجري خلالها مباحثات رسمية مع السلطان هيثم بن طارق”.
وأضافت الوكالة أن “دولة رئيس الوزراء يرافقه وفد رسمي يضم عدداً من كبار المسؤولين في الحكومة العراقية”.
وكانت بغداد قد تلقت دعوتين سابقتين لزيارة السلطنة: الأولى في كانون الأول 2024، والأخيرة في أيار الماضي (2025).
ويعتقد إحسان الشمري، باحث وأكاديمي، أن الزيارة ترتبط بشكل أساسي بطبيعة التطورات في المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بـ”الملف الإيراني” والدور الذي لعبته عُمان في عدد من الملفات بهذا الخصوص.
ويضيف أن “هذه الزيارة تأتي في إطار توثيق العلاقة مع سلطنة عُمان، وضرورة – هكذا ترى حكومة بغداد – أن يكون العراق مطلعاً إلى حدٍّ ما على المسارات والملفات التي تلعب فيها عُمان دوراً بارزاً”.
فضلاً عن ذلك، يؤكد الشمري، وهو أستاذ السياسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، أن “العلاقة بين إيران وعُمان قد تكون من أهم الأسباب التي دفعت رئيس الحكومة للقيام بهذه الزيارة، باعتبار أنه لا يوجد فيتو في العراق على التعامل مع عُمان ومدّ العلاقات معها على مستويات متعددة”.
الدولة الوسيطة
كذلك يشير أستاذ السياسة إلى العلاقة الإيجابية بين السلطنة والولايات المتحدة، وخصوصاً أن إدارة ترامب اتخذت من سلطنة عُمان دولة مفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وهذا قد يكون سبباً آخر للزيارة، على اعتبار أن حكومة السوداني بحاجة إلى دول جديدة للتعاطي مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن بغداد تواجه تعقيدات في قضية التواصل مع واشنطن.
وتابع الشمري، وهو يرأس أيضاً مركز التفكير السياسي: “أتصور أن السوداني يبحث عن وسيط، لاسيما وأن هناك إجراءات أميركية بدت ضاغطة على الحكومة وعلى العراق بشكل كامل، ولذلك قد تكون هذه الزيارة جزءاً من اتخاذ سلطنة عُمان دولة وسيطة أو ضامنة حول بعض القضايا، منها قضية تفكيك السلاح والفصائل”.
وكان مستشار حكومي قد تحدث في مقابلة تلفزيونية قبل أيام عن أهمية تشكيل “لوبي عراقي” ضاغط في الولايات المتحدة، وهو ما تبحث عنه بغداد اليوم.
ويعتقد الشمري أن عُمان -من وجهة نظر السوداني – قد تكون الدولة المؤهلة للعب “دور الوساطة”، خصوصاً أن “التقارير لا تشير إلى وجود تواصل أو مقبولية من قبل طاقم ترامب (الرئيس الأميركي) للمعادلة السياسية الحالية في العراق”.
ويضيف: “لذلك تبدو عُمان هي الهدف لغرض خفض مستوى التوتر أو استباق ما قد يحدث، خصوصاً وأن الحرب على الأبواب، والتلويح قائم بعودة المواجهة بين إيران وإسرائيل، أو بين أميركا وإيران”.
كذلك قد تكون هذه الزيارة محاولة من السوداني لتحقيق “رصيد سياسي في الداخل العراقي”، إذا ما تمكن من تجنيب الفصائل المسلحة سيناريوهات محتملة ضدها، على حد قول الشمري.
وعشية زيارة السوداني المفترضة إلى عُمان، اجتمع الأخير مع “الإطار التنسيقي” في مكتب محسن المندلاوي، نائب رئيس البرلمان، للبحث في عدة مواضيع أبرزها العلاقة مع التحالف الدولي بعد انسحاب القوات.
وقال بيان للتحالف الشيعي إن الإطار التنسيقي رحّب “بالخطوات التي يقوم بها التحالف الدولي التزاماً بالاتفاق المبرم بينه وبين الحكومة العراقية”، مؤكداً أن “العراق حريص على إقامة علاقات ثنائية متكافئة قائمة على المصالح المشتركة بين العراق ودول التحالف الدولي على مختلف المستويات”.
ودعا الإطار التنسيقي “الدول الفاعلة في المنطقة إلى تبنّي رؤية مشتركة لدرء الأخطار المختلفة أمنياً واقتصادياً وبيئياً”.
وتشير عدة تقارير إلى احتمال اندلاع الحرب في شهر أيلول الحالي، الذي وُصف بـ”الحاسم”، بين إيران وإسرائيل.
قبل غلق الأبواب
وعن الزيارة أيضاً، يعتبر أحمد الياسري، وهو باحث في الشأن السياسي مقيم في أستراليا، أن عُمان هي “النافذة الغربية بالنسبة لإيران، وبوابة التفاوض مع الغرب”.
وعلى هذا الأساس يقول الياسري إن “العراق وحكومة السوداني يدركان أنهما في لحظة فاصلة يخشيان أن تُغلق فيها الأبواب، وأن سحب القوات الأميركية من البلاد قد يكون إشارة على غلق تلك الأبواب مع التحالف الدولي والعلاقات الاستراتيجية مع واشنطن”.
ويؤكد الياسري، وهو يرأس المركز العربي-الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أن “العراق يخشى أن يكون هناك انسحاب أميركي من بنود الاتفاق الاستراتيجي، وهو ما قد يهزّ وضع النظام في بغداد، وخسارة الرعاية الأمنية الأميركية التي تحمي على أقل تقدير البوابة الغربية والشمالية للعراق”.
ويعتقد رئيس المركز أن “حكومة السوداني أدركت متأخرة – بعد أحداث 7 أكتوبر – أن فكرة الإطار التنسيقي والضغط الإيراني لإخراج القوات الأميركية، والتي شاركت في دعمها، كانت خطأ استراتيجياً تحاول اليوم تفاديه عبر فتح أي نافذة قبل أن تُغلق الأبواب”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار