الوثيقة | مشاهدة الموضوع - فصائل تخسر “السفراء” و”قانون الحشد” وتبحث عن تعويض
تغيير حجم الخط     

فصائل تخسر “السفراء” و”قانون الحشد” وتبحث عن تعويض

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين سبتمبر 01, 2025 8:06 am

1.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

تعرّضت بعض الفصائل المسلحة في العراق إلى ضربة ثانية ـ بعد تراجع نفوذ طهران بسبب الحروب الأخيرة في المنطقة ـ بخسارة مشروع “قانون الحشد الشعبي”.
وتعوّل “الفصائل”، وفق معلومات متداولة، على استعادة مكانتها في حال اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل، فيما تسعى بغداد للتمسك بـ”الحياد” الذي قد يكون مطلبًا صعب المنال، بحسب تقديرات سياسيين.
ويقول الدبلوماسي العراقي السابق غازي فيصل لـ(المدى) إن “سيناريو الحرب وارد جدًّا، وقد لا يستطيع العراق أن يكون محايدًا”.
وأضاف أن “المواجهة قد تندلع بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل عبر ضرب مواقع استراتيجية حيوية في إيران لإجبارها على تغيير سياساتها التوسعية في الخليج والشرق الأوسط وتهديدها للأمن والاستقرار، خصوصًا المصالح الأميركية في المنطقة”.
واعتبر فيصل أن الحرب مستمرة منذ أحداث “7 أكتوبر 2023″، إذ لم تتجه المنطقة نحو السلام، “فالمواجهات قائمة في لبنان وسوريا، والقصف مستمر بشكل حاد بين إسرائيل واليمن”.
وأول أمس، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن رئيس حكومة “أنصار الله” وعددًا من الوزراء لقوا حتفهم إثر ضربة إسرائيلية على العاصمة صنعاء الخميس الماضي.
ويرى فيصل أن “انتهاء المواجهة في اليمن، وهو ما يجري نسبيًّا الآن، وغزة حيث المعارك في مراحلها الأخيرة، سيفسح المجال أمام واشنطن وتل أبيب للتوجه نحو إيران”.
ويضيف: “حينها لن يستطيع العراق أن يكون محايدًا، خصوصًا إذا شاركت الفصائل في هذه المواجهة سواء من الأراضي الإيرانية أو العراقية، فالعراق لن يكون بعيدًا عن الحرب، لكن في المقابل لن يكون للعراق الرسمي دور فاعل، وستقف الحكومة موقف الحياد أمام اندلاع العمليات العسكرية”.
الفصائل خارج الحسابات
كان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني قد حذّر من مخاطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة، خلال اتصال أجراه مساء السبت الماضي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق بيان رسمي.
وتبحث بغداد عن “لوبي” يساعدها في التواصل مع الولايات المتحدة لتجنيب العراق تداعيات الحرب، بحسب مستشار حكومي.
وبحسب معلومات متداولة، فإن سحب الحكومة لمشروع “قانون الحشد الشعبي” المثير للجدل جاء ضمن “رسائل ودية” إلى واشنطن.
وكان النائب المستقل أمير المعموري قد كشف الأسبوع الماضي أن “الحكومة سحبت قانون الحشد منذ 10 أيام”، مضيفًا في مقابلة تلفزيونية: “لم يكن أحد يعلم، ولا حتى رئيس الهيئة فالح الفياض”.
وانشغلت “قوى الحشد” لاحقًا بتوزيع “93” سفيرًا جديدًا، بدا وكأنه تعويض عن خسارة القانون. لكن بعض الفصائل المقرّبة من طهران، والتي تطلق على نفسها “المقاومة العراقية”، خرجت من “القسمة الجديدة”.
وكانت هذه الفصائل قد طالبت في مفاوضات سياسية جرت في آذار الماضي (لم تنجح المفاوضات بالنهاية) بالحصول على مناصب، بينها دبلوماسية، مقابل التخلي عن السلاح. لكنها تكبّدت “خسارة مضاعفة”، خصوصًا بعد فشل علي لاريجاني، مستشار الأمن القومي الإيراني، في تمرير “قانون الحشد” الذي كان سيمنح نحو 300 مقاتل صلاحيات تفوق وزارة الدفاع.
وقد تصاعدت الدعوات لتمرير القانون ـ الذي هدّدت واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على بغداد في حال إقراره ـ بشكل لافت عقب زيارة لاريجاني إلى بغداد الشهر الماضي.
وتعويضًا عن تلك الخسائر، يرجّح مراقبون أن تنخرط “الجماعات المسلحة” في الحرب المتوقعة بين إيران وإسرائيل، خصوصًا مع بدء الانسحاب الأميركي من العراق. وكانت ما يُعرف بـ”تنسيقية المقاومة العراقية” قد قالت في بيان الأسبوع الماضي إنها “تراقب الانسحاب الأميركي ويدها على الزناد”.
“فرص ضائعة”
وعن قنوات التواصل بين بغداد وواشنطن، يقول النائب السابق مثال الآلوسي إن “العراق فقد التواصل مع الولايات المتحدة.. كانت هناك فرص سابقة بعد 7 أكتوبر لم تستثمرها بغداد، وتراجعت بعد أن أبدت مؤشرات على فك الارتباط عن إيران”.
ورغم ذلك يرى الآلوسي أن “رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يحاول التخلص من القيود الإيرانية سعيًا لولاية ثانية، وكذلك الإطار التنسيقي الذي يخشى من هجمات إسرائيلية”. لكنه أشار إلى أن “واشنطن لم تعد تثق بأطراف الإطار”، مضيفًا أن “بريطانيا تتواصل مع قوى شيعية في العراق والعالم، وتحتضن الآن لقاءات مكثفة لعراقيين معارضين لطرح أفكار تسهم في دعم تغييرات سياسية في بغداد”.
ويعتقد الآلوسي أن محاولة العراق لعب دور “الوسيط” بين إيران وأميركا لتجنب الحرب “مهمة ثقيلة لا يقوى عليها”، مشيرًا إلى أن “اعتماد بغداد على فرنسا غير مثمر، لأن دور باريس تراجع كثيرًا”.
وفي الاتصال الأخير بين السوداني وماكرون، أكّد رئيس الحكومة “الاستعداد للعمل مع فرنسا وسائر الشركاء، بما في ذلك إيران والولايات المتحدة، لتفادي الانزلاق إلى مواجهة جديدة”.
لكن الآلوسي، وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، يقول: “رغم أن فرنسا دولة أساسية في مجلس الأمن ومهمة على مستوى الدبلوماسية العالمية، إلا أن موقعها لا يمكّنها من لعب أدوار كبرى، خصوصًا مع ضعف ماكرون داخليًا وانتخابيًا وأوروبيًا ودوليًا”.
ويضيف: “كان لفرنسا دور مهم في علاقاتها مع إيران وحزب الله، لكن اليوم أصبحت أميركا المتحكم الرئيسي بهذا الملف، فيما صارت تركيا أكثر تأثيرًا من باريس حتى في الملف السوري”.
كما يشير الآلوسي إلى أنه رغم الخلافات بين إسرائيل وفرنسا، “إلا أن فرنسا حليف رئيس لإسرائيل، ولها علاقات ثنائية أمنية واستخبارية وتسليحية ودفاعية معها”.
ويتفق غازي فيصل، رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، مع الآلوسي في صعوبة لعب بغداد دور “الوسيط”.
ويقول فيصل: “هناك أطراف عربية تملك خبرة في التفاوض، مثل سلطنة عمان، وأيضًا دول الخليج الأخرى التي يمكن أن تلعب دورًا أكبر من العراق بحكم طبيعة علاقاتها مع أميركا، إضافة إلى دول أوروبية لو أُتيحت لها الفرصة”.
ويؤكّد أن “التشدد الإيراني يمنع التوصل إلى اتفاق بين إيران وأوروبا أو إيران وأميركا، لذلك فإن الحرب مستمرة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار