طهران- إسطنبول -الزمان
جرت أمس في ايران وتركيا تغييرات بالمناصب الأمنية والعسكرية الكبرى ، فقد أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مرسوماً بتعيين علي لاريجاني أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في إطار تغييرات تشهدها أعلى هيئة أمنية في البلاد. وهو منصب يجب استحصال موافقة المرشد الأعلى قبل شغله. وجاء في المرسوم الذي نشره موقع الرئاسة الإيرانية أن قرار التعيين يتماشى مع المادة الـ176 من الدستور الإيراني. وقال: «نظراً لالتزامكم الراسخ وسجلكم الحافل، وخبرتكم الواسعة في المجال الإداري، نقرر بموجب هذا المرسوم تعيينكم أميناً لمجلس الأمن القومي». ويترأس الرئيس الإيراني مجلس الأمن القومي، لكن الأمين العام يلعب الدور الأساسي في وضع السياسات، والإشراف على تنفيذ قرارات المجلس التي تصبح نافذة بعد مصادقة المرشد علي خامنئي. وحض بزشكيان حليفه لاريجاني على «تعزيز التنسيق بين المؤسسات ذات الصلة، ورصد أولويات قضايا الأمن القومي ومخاطره، لا سيما التهديدات المستجدة والتقنية». وقال بزشكيان: «نتوقع منكم إعادة صياغة المفاهيم الاستراتيجية، وتبني منهج ذكي قائم على المشاركة الشعبية بما يتناسب مع منظومة الأمن القومي لتحقيق السياسات العامة، وتنفيذ توجيهات المرشد (علي خامنئي)، وصولاً إلى أمن مستدام على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية».
وفي تركيا، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرار تعيين قائد القوات البرية سلجوق بيرقدار أوغلو رئيسا لهيئة الأركان العامة خلفا للجنرال متين غوراك الذي أُحيل إلى التقاعد بسبب بلوغه السن القانونية.
جاء ذلك في بيان صادر الثلاثاء، عقب اجتماع لمجلس الشورى العسكري الأعلى، عقد برئاسة أردوغان في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة. وبحسب البيان تم تعيين قائد القوات البرية سلجوق بيرقدار أوغلو رئيسا لهيئة الأركان خلفا للجنرال المتقاعد متين غوراك. كما تم تعيين قائد الجيش الأول الجنرال متين توكل قائدا للقوات البرية، فيما جرى التمديد عاما واحدا لمهام قائدي القوات البحرية أرجومنت تاتلي أوغلو والجوية ضياء جمال قاضي أوغلو. وأوردت وكالة إرنا أن «علي لاريجاني عيّن أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي بمرسوم من الرئيس مسعود بزشكيان».
ويحلّ بذلك محلّ علي أكبر أحمديان الجنرال في الحرس الثوري الذي اختير لهذا المنصب في أيار/مايو 2023. وينتمي علي لاريجاني (68 عاما) إلى عائلة شيعية لها نفوذ واسع وعلاقات مع السلطة، ويعدّ محافظا معتدلا في النظام السياسي للجمهورية الإسلامية. يأتي هذا الإعلان في أعقاب الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران بدعم من الولايات المتحدة في حزيران/يونيو والتي استمرّت 12 يوما. وعيّن لاريجاني في أيّار/مايو 2020 مستشارا للمرشد الأعلى. ولم يحظ ترشيحه للانتخابات الرئاسية في 2021 بمصادقة السلطات بالرغم من أنه كان يعدّ من بين المرشّحين الأوفر حظّا للفوز بالرئاسة.
وهو عضو سابق في الحرس الثوري الإيراني وقد تبوّأ عدّة مناصب رئيسية في المنظومة السياسية الإيرانية خلال العقود الثلاثة الماضية. وكلّف الملفّ النووي سنة 2005 واستقال بعد سنتين من المفاوضات مع القوى الغربية، على خلفية «خلافات عميقة مع محمود أحمدي نجاد» الرئيس الإيراني الشعبوي السابق. وترأس مجلس الشورى من 2008 إلى 2020 وأيّد خصوصا الاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي المبرم سنة 2015. وكانت طهران تجري مفاوضات مع واشنطن على اتفاق نووي جديد عندما شنّت إسرائيل حربها على إيران في حزيران/يونيو بهدف معلن هو منع الجمهورية الإسلامية من حيازة القنبلة الذرّية.