إسطنبول / طارق عبد العزيز / الأناضول: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن “إيران تعرضت لضربة قاصمة ولن نسمح لها بتخصيب اليورانيوم وامتلاك السلاح النووي”.
وبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثاته الأحد في تورنبيري باسكتلندا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مع اقتراب الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق تجاري لتجنب الرسوم الجمركية البالغة 30% على الواردات الأوروبية.
وتطرق ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، للملف الإيراني، حيث قال: “لقد تعرضت إيران لضربة موجعة، لسبب وجيه، لكنهم ما زالوا يتحدثون عن التخصيب”.
وأضاف: “من سيفعل ذلك؟ يا له من غباء أن تقول ذلك. لذا، لن نسمح بحدوث ذلك.. لن نسمح لها بتخصيب اليورانيوم وامتلاك السلاح النووي”.
ad
وتشكل مسألة “تخصيب اليورانيوم” نقطة خلاف رئيسية، إذ تؤكد إيران حقها في مواصلة التخصيب لأغراض مدنية، وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.
يذكر أن وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت في وقت سابق، أن طهران أبلغت الاتحاد الأوروبي و”الترويكا” خلال المفاوضات في إسطنبول بحقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
هذا وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قبل جولة المفاوضات النووية بين إيران والترويكا الأوروبية، أن مواقف طهران لم تتغير وعمليات التخصيب مستمرة.
ad
كما قال ترامب، اليوم الأحد،إنه لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة، مضيفا أن على إسرائيل اتخاذ قرار بشأنها.
وأضاف ترامب، في تصريحات أدلى بها خلال اجتماعه برئيسة المفوضية الأوروبية، إن على حركة حماس أن تعيد المحتجزين.
وتابع أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى غزة وأمور أخرى.
وقال الرئيس الأميركي إن بلاده قدمت 60 مليون دولار قبل أسبوعين لإدخال أغذية إلى غزة “ولم يشكرنا أحد”، مضيفا أن واشنطن ستقدم مزيدا من المساعدات، لكنه دعا الدول الأخرى للمشاركة في هذا الجهد.
وتعليقا على الأوضاع الإنسانية في غزة، قال ترامب إنه لا يعتقد بأن هناك مجاعة في القطاع.
واعتبر الرئيس الأميركي أن “الأمر ربما يتعلق بسوء تغذية فحماس تسرق المساعدات”، وفق تعبيره، متبنيا بذلك الموقف الإسرائيلي.
وتتناقض تصريحات ترامب مع تأكيد العديد من المنظمات الأممية والدولية تفشي المجاعة في غزة، كما تتناقض مع ما خلصت إليه تحقيقات أميركية وإسرائيلية بأنه لا توجد أدلة على أن حركة حماس تستولي على المساعدات.
ومن جهة اخرى أعلن الرئيس الأمريكي، الأحد، التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي، يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على معظم السلع الأوروبية، في خطوة أنهت أشهرا من عدم اليقين في العلاقات التجارية بين الجانبين.
وقال ترامب، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتفاق يضع حدا للتهديدات السابقة بفرض رسوم تصل إلى 30 بالمئة، مشيرا إلى أن الطرفين توصلا إلى “اتفاق مرض للطرفين”.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي وافق بموجب الاتفاق على شراء الطاقة من الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار، إلى جانب استثمارات أوروبية مباشرة في السوق الأمريكية بقيمة 600 مليار دولار، دون أن يوضح طبيعة هذه الاستثمارات أو الإطار الزمني لتنفيذها.
وأشار ترامب إلى أن دول الاتحاد ستقوم أيضا بشراء كميات كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية، رغم أن أرقام الشراء لم تحدد بعد.
من جانبها، قالت فون دير لاين إن الاتفاق “سيجلب الاستقرار والقدرة على التنبؤ، وهو أمر بالغ الأهمية لقطاع الأعمال على ضفتي الأطلسي”.
ويأتي الإعلان قبل أيام فقط من الموعد النهائي الذي حدده ترامب لفرض رسوم جديدة في الأول من أغسطس/آب المقبل، وبعد أسابيع من مفاوضات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، شملت عدة جولات واتصالات رفيعة المستوى.
وهد الرئيس الأمريكي مطلع الشهر الجاري بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 بالمئة، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التحذير من اتخاذ إجراءات انتقامية تشمل فرض رسوم مضادة على سلع أمريكية، إلى جانب تفعيل “أداة مكافحة الإكراه” الأوروبية.
وبلغت قيمة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما يشمل السلع والخدمات، نحو 1.97 تريليون دولار عام 2024، إذ سجل الاتحاد الأوروبي فائضا في تجارة السلع، قابله عجز في ميزان الخدمات، ليصل الفائض التجاري الكلي لصالح الاتحاد إلى نحو 50 مليار يورو.
ويعد الاتفاق الجديد خطوة متقدمة في مسار العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ويشبه في تفاصيله الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه واشنطن مع اليابان الأسبوع الماضي، والذي حدد الرسوم الجمركية أيضا عند 15 بالمئة، بعد تهديدات مماثلة برفعها إلى مستويات أعلى.