الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل في “الخطة الشيطانية”: أعلنا عن “مناقصة” للبدء بمراحل التطهير العرقي
تغيير حجم الخط     

إسرائيل في “الخطة الشيطانية”: أعلنا عن “مناقصة” للبدء بمراحل التطهير العرقي

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد يوليو 20, 2025 8:06 pm

1.jpg
 
مسيرته النازية بدأها أدولف ايخمان في منصب “رئيس مكتب شؤون اليهود والإجلاء”، في إطار وزارة أمن الرايخ. يوسيف برونر، والد رئيس الموساد دادي برنياع، كان ابن ثلاث سنوات عندما هرب مع عائلته من ألمانيا النازية، حتى قبل خطة الإخلاء. في الأسبوع الماضي، زار الحفيد برنياع واشنطن لمناقشة “إخلاء” سكان غزة. نشر براك ربيد في “أخبار 12” بأن برنياع قال لمحدثيه إن إسرائيل بدأت في إجراء مفاوضات مع ثلاث دول، والمفارقة التاريخية خجلت. حفيد لاجئ التطهير العرقي من ألمانيا يجري مفاوضات حول التطهير العرقي، ولا يثور شيء في ذاكرته.

من أجل “إخلاء” 2 مليون شخص من بلادهم، هناك حاجة إلى خطة. إسرائيل عملت على ذلك. المرحلة الأولى هي نقل الكثير من السكان إلى معسكر تجميع للتمكن من عملية طرد ناجعة. في الأسبوع الماضي، نشرت “بي.بي.سي” تقريراً يستند إلى صور أقمار صناعية عن التدمير الممنهج الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في القطاع، يتم محو البلدة تلو البلدة عن وجه الأرض، بتسويتها لإقامة معسكر التجميع هناك، ولعدم السماح بحياة أخرى في غزة.

تسوية الأرض للتجمع الإسرائيلي الأول في الذروة، وتصاحبها أعمال تدمير ممنهج في كل أرجاء القطاع كي لا يبقى هناك مكان يعودون إليه، باستثناء معسكر التجميع. ولتنفيذ هذه الأعمال، هم بحاجة إلى سائقي جرافات. عرضت “بي.بي.سي” إعلانين لمطلوبين: الأول، “مشروع هدم مبان في غزة- المطلوب سائقو جرافة بوزن 40 طن، مقابل 1200 شيكل في اليوم، بما في ذلك السكن والطعام، وفرصة للحصول على سيارة خاصة دائمة. الثاني، “العمل من الأحد حتى الخميس، من السابعة صباحاً وحتى الساعة 4:45، شروط العمل موضحة”.

تنفذ إسرائيل جريمة ضد الإنسانية بكل برود، ليس بيت هنا وبيت هناك، بل “تصفية ممنهجة لكل مجالات الحياة وإعداد البنية التحتية لتجميع السكان في مدينة إنسانية، مخصصة لتكون معسكر انتقال قبل الطرد إلى ليبيا، إثيوبيا وإندونيسيا، وهي دول الهدف لدادي برنياع حسب “أخبار 12”. هذه خطة للتطهير العرقي في غزة. هناك شخص وضعها، وثمة نقاشات مع وضد، وثمة بدائل؛ تطهير مطلق أم على مراحل؟ وكل ذلك تم في غرف مكيفة لجلسات مع محاضر وقرارات. للمرة الأولى منذ بدء الحرب الانتقامية في غزة، من الواضح أن لإسرائيل خطة، بعيدة المدى.

الآن، ليست هذه حرباً متدحرجة، ولم يعد بالإمكان اتهام نتنياهو بحرب لا جدوى لها. لهذه الحرب جدوى، وهي جدوى إجرامية. مرة أخرى، لا يمكن توجيه الانتقادات لقادة الجيش بأن الجنود يقتلون عبثاً، هم يقتلون في حرب من أجل التطهير العرقي. تم تمهيد الأرض، يمكن الانتقال إلى نقل السكان، أما الإعلانات والمناقصات المطلوبة فأصبحت في الطريق. بعد استكمال عملية النقل واشتياق سكان المدينة الإنسانية لحياتهم بين الأنقاض، مجوعين ومرضى وتحت القصف، حينئذ يمكن الانتقال إلى المرحلة الأخيرة، وهي تحميلهم بالقوة في الشاحنات والطائرات تجاه الوطن الجديد الذي يطمحون إليه – ليبيا، إثيوبيا، وإندونيسيا.

إذا كانت عملية المساعدات الإنسانية جبت حياة مئات القتلى، فإن عملية الطرد ستجبي حياة عشرات الآلاف. ولكن لا شيء يقف أمام إسرائيل في طريق تطبيقها لهذه الخطة. نعم توجد خطة، وهي خطة شيطانية أكثر مما يمكن التخيل. ذات يوم، جلس أشخاص ووضعوا هذه المؤامرة في غرف مغلقة. السذاجة هي الاعتقاد بأن كل ذلك حدث بشكل تلقائي. بعد خمسين سنة، سيتم فتح الأرشيف وسنعرف من كان مع ومن كان ضد، من الذي فكر ربما بأن يبقي مستشفى واحداً قائماً. وجلس إلى جانب الضباط والسياسيين مهندسون وأشخاص متخصصون في السكان وأعضاء قسم الميزانيات، وربما أيضاً ممثلون عن وزارة الصحة. كل ذلك سنعرفه بعد خمسين سنة.

في هذه الأثناء، ها هو رئيس مكتب إخلاء الفلسطينيين، دادي برنياع، ينفذ مرحلة أخرى، هو موظف رفيع، مطيع ورمادي، ولم يخلق أي احتكاك مع المسؤولين عنه ذات يوم. هل يبدو هذا معروفاً؟ بطل عملية تقطيع الأعضاء الجماعي في البيجرات. إذا تم إرساله لإنقاذ مخطوفين، فهو يسافر. وماذا بشأن طرد ملايين الأشخاص؟ هذا جيد بالنسبة له. في نهاية المطاف، هو ينفذ الأوامر.

جدعون ليفي

هآرتس 120/7/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار