الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إيران تعلن بدء عملية عسكرية ردا على الهجوم الأمريكي وتستهدف قواعد في قطر والعراق
تغيير حجم الخط     

إيران تعلن بدء عملية عسكرية ردا على الهجوم الأمريكي وتستهدف قواعد في قطر والعراق

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين يونيو 23, 2025 7:53 pm

6.jpg
 
الدوحة- “القدس العربي”: أعلنت إيران، مساء الإثنين، إطلاق عملية عسكرية رداً على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية، مشيرة إلى أنها قصفت قواعد أمريكية في كل من قطر والعراق.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن القوات المسلحة بدأت “ردا قويا على العدوان الأمريكي” ضمن عملية أُطلق عليها اسم “بشائر الفتح”، موضحا أن الهجوم شمل قاعدة العديد الجوية في قطر وقواعد أخرى داخل الأراضي العراقية.

وذكر التلفزيون أنّ المعلومات تفيد بـ “إصابة 3 صواريخ قاعدة العديد حتى الآن”.

وفي إشارة إلى رغبتها في ضبط مستوى التصعيد، أوضحت طهران أن عدد الصواريخ التي أُطلقت على قاعدة العديد يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في قصف المنشآت النووية الإيرانية.

وفي الدوحة، سُمع دوي انفجارات عنيفة في مناطق متفرقة خارج العاصمة. وأفاد شهود عيان بأن سكان مناطق مثل الوكرة والريان والمسيلة ومعيذر وسلوى والسيلية شعروا بهزات ناجمة عن انفجارات قوية، تزامنت مع تحليق طائرات ومسيرات في الأجواء.

وذكرت تقارير إعلامية عالمية، بينها منشورات على منصة “إكس”، أن إيران أطلقت ستة صواريخ باتجاه قاعدة العديد الجوية في قطر، في تصعيد جديد للتوتر بين طهران وواشنطن.

قطر تدين الهجوم وتؤكد احتفاظها بحق الرد

في المقابل، أدانت الدوحة بشدة هذا الهجوم، واعتبرته “انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، ومخالفةً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وفي بيان رسمي، شددت وزارة الخارجية القطرية على أن “الدولة تحتفظ بحق الرد بما يتناسب مع طبيعة وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق مع القانون الدولي”، مضيفة أن الدوحة تدرس خيارات التصعيد ضد ما وصفته بـ”الانتهاك الصريح من قبل الحرس الثوري الإيراني”.

وأوضحت الوزارة أن الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض الصواريخ الإيرانية، دون أن تسفر عن أي إصابات أو خسائر بشرية، مشيرة إلى أن “القاعدة كانت قد أُخليت مسبقا وفقا للإجراءات الأمنية والاحترازية المتبعة، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة”، مؤكدة اتخاذ كل التدابير لضمان سلامة عناصر القوات المسلحة القطرية والقوات الصديقة.

وأضافت أن وزارة الدفاع ستصدر بيانا توضيحيا لاحقا بشأن تفاصيل الهجوم.

وفي السياق ذاته، أعلن كل من الإمارات والبحرين والكويت والعراق إغلاق المجالات الجوية احترازيا، ودعت المنامة المواطنين إلى التوجه نحو أماكن آمنة تحسباً لأي تطورات.

وحذّرت الخارجية القطرية من أن “استمرار مثل هذه الأعمال التصعيدية يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد يجرّها إلى سيناريوهات كارثية تهدد الأمن والسلم الدوليين”. ودعت إلى “وقف فوري لكافة العمليات العسكرية والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار”.

وأكدت السلطات القطرية أن الدوحة كانت من أوائل الدول التي نبهت إلى خطورة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، وشددت على ضرورة تغليب الحلول الدبلوماسية ومبدأ حسن الجوار، باعتبار الحوار السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها.

البيت الأبيض: نتابع عن كثب

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لوسائل إعلام إنهم يراقبون الوضع عن كثب.

وقال المسؤول إنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين في صفوف القوات الأمريكية بعد الهجوم الإيراني.

وأضاف أن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد نفذ بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

وأشار إلى أن القاعدة الرئيسية المتبقية في شمال شرق سوريا التي تستضيف قوات أمريكية في حالة تأهب قصوى لهجمات محتملة من إيران أو جماعات متحالفة معها.

والقاعدة هي إحدى قاعدتين في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا تتمركز فيهما القوات الأمريكية.

وفي وقت سابق، دعت السفارة الأمريكية في قطر مواطنيها للتوجه إلى الملاجئ والأماكن الآمنة بعد إعلان إيران استهدافها بالصواريخ قاعدة العديد.

إغلاق المجال الجوي

وكانت السلطات القطرية قد أعلنت في وقت سابق إغلاق المجال الجوي بشكل مؤقت، في خطوة أثارت تساؤلات، رغم تأكيد وزارة الخارجية أن الإجراء يأتي ضمن “احتياطات أمنية”، مع نفي وجود تهديد مباشر لأمن البلاد أو سلامة السكان.

ووفقا لوزارة الخارجية القطرية، تم تحويل الرحلات الجوية المتجهة إلى مطار الدوحة إلى مطارات قريبة بعد إغلاق المجال الجوي.

وكان ماجد الأنصاري، مستشار وزير الخارجية القطري، قد أكد في تصريحات سابقة أن تحذيرات السفارات لرعاياها في قطر، مثل إرشادات السفر من بعض الدول، تأتي في إطار السياسات العامة وتحديثات الأوضاع الأمنية في مختلف دول العالم، ولا تعكس بالضرورة وجود تهديدات محددة.

وأشار الأنصاري إلى أن الوضع الأمني في قطر مستقر وأن الجهات المعنية تتابع الوضع عن كثب، مشددا على أن أي إجراءات طارئة ستُتخذ لضمان أمن المواطنين والمقيمين والزوار. كما أكد على ضرورة استقاء المعلومات من المصادر الرسمية.

وجاء هذا القرار في وقت تشهد فيه الدبلوماسية القطرية تحركات مكثفة للحد من التصعيد الإقليمي، حيث أكد المسؤولون القطريون أنهم يعملون على حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة والشركاء الإقليميين والدوليين. وعلى الرغم من أن الوضع في معظم مدن الخليج يظل في حالة من الاستقرار النسبي، فإن التوترات الناتجة عن التطورات المتسارعة في المنطقة قد أثارت بعض القلق.

وفي إطار هذه التحركات، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول خلاله آخر المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على إيران واستهداف منشآتها النووية. كما تمت مناقشة الجهود الرامية لإحياء المسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.

كما تلقى أمير قطر اتصالا من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، جرى خلاله بحث التطورات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، فضلاً عن سبل العودة إلى الحوار لحل القضايا الأمنية الإقليمية.

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرا لمواطنيها في قطر، نصحتهم فيه بالبقاء في أماكنهم كإجراء احترازي على خلفية التوترات الأمنية. كما قامت السفارة الأمريكية في قطر بنشر تحذير مماثل، طالبة من المواطنين الأمريكيين البقاء في أماكن آمنة حتى إشعار آخر.

وتُعد قاعدة العديد الجوية من أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط، حيث تضم 8000 جندي أمريكي.

وإلى جانب قاعدة العديد لدى الولايات المتحدة ما يقرب من 40 ألف جندي في قواعدها العسكرية في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط.

قاعدة العديد

منذ 13 يونيو/ حزيران، استهدفت إسرائيل منشآت نووية وصواريخ وقادة عسكريين في إيران، التي ردت عبر ضرب أهداف عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن وقوع ضحايا من الجانبين.

وفي تصعيد إضافي، شنت الولايات المتحدة هجوما جويا مباشرا على منشآت استراتيجية إيرانية، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار