الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تحذيرات من “ضربات خلال دقائق” على قواعد أمريكية بالشرق الأوسط إذا أمر ترامب بالتصعيد
تغيير حجم الخط     

تحذيرات من “ضربات خلال دقائق” على قواعد أمريكية بالشرق الأوسط إذا أمر ترامب بالتصعيد

القسم الاخباري

مشاركة » السبت يونيو 21, 2025 6:16 am

8.jpg
 
واشنطن- “القدس العربي”: مع تصاعد الهجمات بين إسرائيل وإيران، يواجه أكثر من 40 ألف جندي ومدني أمريكي في الشرق الأوسط تهديدًا مباشرًا من ضربات إيرانية محتملة، في حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانخراط عسكريًا في الصراع الدائر، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.

خبراء: القواعد الأقرب إلى إيران، مثل تلك الموجودة في العراق والكويت، ستكون الأكثر عرضة لهجمات سريعة، لا تتجاوز فترة الإنذار المسبق لها 15 دقيقة

وتنتشر القوات الأمريكية في قواعد متعددة بالمنطقة، أبرزها في سوريا والعراق والأردن والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، مع تكدّس لمعدات عسكرية تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات.

ويشير خبراء إلى أن القواعد الأقرب إلى إيران، مثل تلك الموجودة في العراق والكويت، ستكون الأكثر عرضة لهجمات سريعة، لا تتجاوز فترة الإنذار المسبق لها 15 دقيقة في حال إطلاق صواريخ باليستية من طهران.

ويقول العقيد المتقاعد سيث كرومريتش، نائب رئيس شركة “غلوبال غارديان” للاستشارات الأمنية: “إذا كانت الصواريخ الباليستية جاهزة، فإن الضربات قد تنفذ خلال أقل من ربع ساعة. الإيرانيون يتحركون بسرعة.”

وكانت إسرائيل قد شنّت في الثالث عشر من يونيو/ حزيران الجاري سلسلة غارات جوية غير مسبوقة على أهداف داخل إيران، ما فجّر أعنف مواجهة مباشرة بين الطرفين. وردّت طهران بالمثل، وسط مخاوف من انجرار الولايات المتحدة إلى الحرب، رغم تأكيد البيت الأبيض أن دعم واشنطن لإسرائيل لا يشمل الانخراط المباشر في القتال.

وقال ترامب عبر متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت إنه سيقرر “خلال أسبوعين” ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريًا، مشيرًا إلى احتمال وجود مفاوضات مع إيران في الأفق.

لكن طهران بدت واضحة في موقفها، حيث حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي بأن “أي تدخل عسكري أمريكي سيُقابل بضرر لا يمكن إصلاحه”، في تهديد مباشر للقوات الأمريكية في المنطقة.

وبحسب ما ورد في تقرير “ذا هيل”، تمتلك إيران سجلًا في استهداف القوات الأمريكية، كان أبرزها في يناير/ كانون الثاني 2020 حين قصفت قاعدة “عين الأسد” في العراق ردًا على اغتيال الجنرال قاسم سليماني. ولم يسفر الهجوم آنذاك عن قتلى، لكنه أدى إلى إصابة أكثر من مئة جندي أمريكي بارتجاجات دماغية.

وتشير التقارير إلى أن ترامب يفكر في استخدام قنبلة “مخترقة التحصينات” الضخمة (GBU-57) لتدمير منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى ردّ فعل مماثل من طهران، وفق تحذيرات كرومريتش، الذي قال: “في حال استخدمت الولايات المتحدة تلك القنبلة، أتوقع أن تطلق إيران صواريخ على قاعدة أو أكثر من القواعد الأمريكية.”

وفي هذا السياق، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة إخلاء بعض الطائرات من قاعدة “عين الأسد” في العراق، التي يُرجّح أنها ستكون هدفًا أوليًا لأي هجوم إيراني نظرًا لقربها من الحدود الإيرانية وسوابق تعرضها لقصف في الماضي.

من جهة أخرى، يُتوقع أن تتحاشى إيران استهداف قواعد أمريكية في دول مثل قطر (حيث يتمركز نحو 10 آلاف جندي في قاعدة العديد الجوية، المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية)، أو الإمارات، حيث توجد قوة أمريكية قوامها 3,500 عنصر، بحسب كرومريتش.

أما الكويت، فتستضيف 13,500 جندي أمريكي موزعين على خمس قواعد، فيما تتمركز 9,000 قوة عسكرية ومدنية أمريكية في البحرين، مقر الأسطول الخامس الأمريكي. وهناك أيضًا انتشار أقل في قواعد داخل الأردن وسوريا وعُمان.

ويقول الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية، إن البُنى التحتية في المنطقة تضمّ تدابير حماية مدمجة، لكن لا تزال المنشآت الدبلوماسية والمصالح الاقتصادية عرضة للخطر. وأضاف: “الفرصة متاحة أمام إيران لاستهداف الكثير في المنطقة.”

وخلال العام الجاري، أودى هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن بحياة ثلاثة جنود أمريكيين، في عملية تبنتها ميليشيات مدعومة من إيران. وفي الأيام الأخيرة، استهدفت هجمات مشابهة قواعد أمريكية في العراق وسوريا بعد الغارات الإسرائيلية على إيران، من بينها ثلاث قواعد في شمال شرق سوريا بين 14 و15 يونيو/ حزيران.

ووفق وكالة أسوشيتد برس، أُسقطت ثلاث طائرات مسيّرة قرب قاعدة عين الأسد بعد الضربات الإسرائيلية. إلا أن القيادة المركزية الأمريكية رفضت تأكيد هذه الأنباء، مكتفية بالقول: “نحن على علم بالتقارير، ولا نملك ما نضيفه من معلومات عملياتية.”

وفي ظل التصعيد، دفعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بتعزيزات إلى المنطقة، من بينها مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز”، إضافة إلى طائرات دعم وتموين تم تحويلها من أوروبا، وسفن حربية في البحر المتوسط للمساعدة في التصدي لأي صواريخ إيرانية محتملة تجاه إسرائيل.

وفي تحرك غير معلن، أفادت مصادر استخبارية مفتوحة بأن سلاح الجو الأمريكي نقل 12 طائرة “إف-16” من قاعدة في إيطاليا إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية.

وخلال جلسة استماع في الكونغرس، رفض وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث التعليق على ما إذا كان الرئيس ترامب طلب منه خيارات عسكرية بشأن إيران، مكتفيًا بالقول إن مهمته “توفير الخيارات للرئيس مع توضيح تبعاتها”.

وفي منشور له على منصة “إكس” في 16 يونيو/ حزيران، أعلن هيغسث عن “نشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط”، مشددًا على أن “حماية القوات الأمريكية على رأس أولوياتنا، وهذه التعزيزات تهدف إلى تعزيز جاهزيتنا الدفاعية في المنطقة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار