الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أمريكا تنسحب من سوريا بسرعة وتترك 40 ألف "داعشي" على حدود العراق التنظيم ما زال قادرًا على شنّ هجمات ونشط إعلاميًا
تغيير حجم الخط     

أمريكا تنسحب من سوريا بسرعة وتترك 40 ألف "داعشي" على حدود العراق التنظيم ما زال قادرًا على شنّ هجمات ونشط إعلاميًا

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس يونيو 05, 2025 10:31 am

8.jpg
 
بغداد / تميم الحسن

انسحابات "مفاجئة" للقوات الأمريكية في سوريا من المناطق المحاذية للعراق، وهو ما قد يعيد انتشار "داعش" في المنطقة.
وقال مسؤولون في العراق، قبل أيام، إن بقاء القوات الأمريكية على الحدود السورية لمحاربة داعش "أمر ضروري".
وباتت أطراف في "الإطار التنسيقي" الشيعي أكثر قناعة ببقاء القوات الأمريكية في العراق أيضًا، بسبب الأوضاع في سوريا.
وقال المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا، توماس براك، إن الولايات المتحدة ستقلّص وجودها العسكري في سوريا إلى قاعدة واحدة بدلاً من ثمانٍ، وإن سياسة واشنطن تجاه دمشق ستتغير "لأن ما انتهجته لم ينجح" على مدى القرن الماضي.
وتشترك سوريا مع العراق بشريط حدودي يزيد على 600 كم، كما يتواجد آلاف من أسر الجهاديين في مخيمات على الحدود.
كما أكد المبعوث في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف من المتشددين الأجانب الذين كانوا في السابق ضمن المعارضة بالانضمام للجيش الوطني، شريطة أن يحدث ذلك بشفافية.
الوضع على الحدود
ويقول كريم أبو سودة، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، لـ(المدى)، إن "الأوضاع على الحدود مؤمَّنة وتوجد أكثر من طوق أمني".
وأكد أبو سودة أن "قواتنا سوف تكسر قدم" كل مسلح يحاول التسلل من الحدود السورية إلى العراق.
ومنذ إطاحة المعارضة السورية بالرئيس السابق بشار الأسد، أواخر العام الماضي، تعاملت بغداد بحذر مع الوضع الجديد.
ومَنعت الفصائل وأطراف شيعية حضور أحمد الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا، القمة العربية التي عقدت في بغداد الشهر الماضي.
لكن أبقت بغداد على علاقات أمنية متميزة مع دمشق، بحسب مصادر استخبارية.
وزار رئيس المخابرات العراقي، حميد الشطري، الرئيس السوري الجديد مرتين، وكان هناك مباحثات حول الحدود و"سجناء داعش".
"الأفضل بقاء القوات الأمريكية"
ورغم ذلك، يرى العراق أن من الأفضل بقاء القوات الأمريكية في سوريا لضمان عدم انتقال المسلحين.
وقال رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، الشهر الماضي، إن العراق يرحّب بالتغيير الذي حصل في سوريا، متمنيًا أن "ينعم الشعب السوري بالسلم والاستقرار بعد سنوات المعاناة".
وتابع في مقابلة تلفزيونية أن "‏بقاء القوات الأمريكية على الحدود السورية لمحاربة داعش ضروري"، معربًا عن قلقه "من بعض الجماعات المتواجدة على الحدود المشتركة مع سوريا".
وأفادت محطة "فوكس نيوز" بإغلاق قاعدة "القرية الخضراء"، بينما جرى تسليم قاعدة "الفرات" إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في حين جرى إغلاق قاعدة ثالثة. كما تم نشر عدد من القوات في أماكن أخرى.
وكذلك أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان انسحابات أمريكية مفاجئة جرت منذ يوم الاثنين، من قواعد عسكرية بارزة في ريف دير الزور الشرقي في سوريا.
وأشار المرصد إلى أن القوات الأمريكية انسحبت بشكل مفاجئ من قاعدتين عسكريتين في ريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وذكر أن "عملية الانسحاب بدأت بشكل تدريجي في 18 أيار الماضي، قبل أن تتسارع خلال اليومين الأخيرين، وشوهدت أرتال أمريكية تضم عربات مصفحة ومعدات لوجستية تغادر مواقعها في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، وسط تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي".
ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية أوسع، كانت قد أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية، تقضي بتخفيض عدد القوات المنتشرة في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر القادمة، مع إعادة تنظيم تلك القوات تحت قيادة "قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب".
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير أمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفضت ضغوطًا إسرائيلية للإبقاء على قوة أمريكية أكبر في شمال شرقي سوريا، وذلك في محاولة لتقييد النفوذ التركي المتصاعد في المنطقة.
وبحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية عن مسؤولين دفاعيين، فإن ترامب والمسؤولين المقربين منه أبدوا رغبتهم في سحب القوات من سوريا، ما دفع "البنتاغون" إلى البحث في إمكانية تنفيذ الانسحاب خلال فترة تتراوح بين 30 و90 يومًا.
وفي أيلول الماضي، أعلنت كل من واشنطن وبغداد أنهما اتفقتا على خطة لانسحاب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة من الأراضي العراقية، تنتهي بحلول نهاية 2026.
لكن نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، قال الشهر الماضي إنه "تم التريّث بشأن موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق بسبب أحداث سوريا".
ولم يصدر عن الحكومة العراقية أي تعليق بخصوص تصريحات المالكي حتى الآن.
وأضاف المالكي في لقاء متلفز أن الأحداث الأخيرة في سوريا أثارت مخاوف بشأن "مخيم الهول وبعض التهديدات الإرهابية داخل سوريا تجاه العراق".
وتابع: "ستُعطى فرصة لوجود القوات الأمريكية في العراق للمساهمة في دعم القوات العراقية في الاحتياط لاحتمالات التطور الأمني، إذا ما أُطلق سراح الإرهابيين في مخيم الهول وسجون قسد، فالمنطقة ربما تكون فيها تحركات أمنية خطيرة وسنكون بحاجة إلى قوات التحالف".
وقال المالكي إن الحكومة العراقية "إذا ما وجدت نفسها بحاجة إلى القوات الأمريكية، فيجب أن تتفق معها على البقاء وفق شروط محددة، وهذا يجب أن يكون وفق قرار ودراسة وتقدير الأجهزة الأمنية المعنية".
وخلال تلك الفترة، سكتت "الفصائل" عن التعليق، قبل أن يهدد أبو علي العسكري، المتحدث باسم كتائب حزب الله، في منشور قبل أيام، باستهداف "القواعد الأمريكية".
في غضون ذلك، يقلل جبار الياور، وهو الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة، من تأثيرات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
"الأرض بيد قسد"
ويقول الياور لـ(المدى) إن "قوات قسد هي المتواجدة على الأرض وتملك 100 ألف مقاتل، بينما القوات الأمريكية يمكن أن تساعد من الجو من أي قاعدة أخرى قريبة، سواء من العراق أو الخليج".
ويرى المسؤول العسكري السابق أن "داعش" ما زال يمثل خطرًا على العراق والمنطقة.
ويتابع: "لا زال التنظيم يعمل ميدانيًا وإعلاميًا، لكن بصورة أقل.. ليس هو التهديد الوحيد، هناك أيضًا مخيمات أسر داعش والسجناء".
ونهاية أيار الماضي، تبنّى تنظيم "داعش" أول هجوم له ضد الجيش السوري منذ سقوط نظام الأسد، مستهدفًا دورية للجيش في ريف السويداء، ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة عناصر من الفرقة 70، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويبين الياور أن "60 ألفًا من عوائل التنظيم متواجدون في مخيمات على الحدود، نصفهم على الأقل في أعمار أقل من 20 سنة، ومتشبّعون بأفكار داعش، وهذا خطر كبير".
ويؤكد أيضًا أن "10 آلاف سجين من قيادات داعش متواجدون في معتقلات بسوريا، وهم يمثلون خطرًا مضاعفًا".
لكنه، الياور، يشدد على أن "القوات الأمنية العراقية، بمختلف صنوفها، قادرة على التصدي، وهي تختلف عمّا كان في 2014".
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار