طهران- الزمان
أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأربعاء أن المقترح الأميركي للتوصل لاتفاق نووي يتعارض مع مصلحة إيران، متمسّكا بأحقية طهران في تخصيب اليورانيوم، وهو ما يشكّل موضع تباين رئيسي مع واشنطن.
وقالت مصادر إيرانية ان الجولة السادسة من المفاوضات مع الويات المتحدة في طي المجهول ولا توجد معلومات دقيقة عنها، وربما لاا تنعقد أصلا .
وقال خامنئي في خطاب في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل آية الله الخميني إن «الاقتراح الذي طرحه الأميركيون يتعارض 100 % مع شعارنا: نحن قادرون» الذي رفعه مؤسس الجمهورية الإسلامية.
وأضاف «كلام الأميركيين هو أن لا تمتلكوا صناعة نووية من الأساس، وأن تبقوا محتاجين لنا»، متابعا «الاستقلال الوطني يعني أن ايران لا تنتظر الضوء الأخضر أو الأحمر من أميركا أو غيرها».
وقال خامنئي، هو الولي الفقيه، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا لايران، ومنها الملف النووي، متوجها الى الأميركيين «ما شأنكم أن يمتلك الشعب الإيراني التخصيب أو لا يمتلكه؟ أن تكون لديه صناعة نوويّة أو لا تكون؟».
أجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ نيسان/أبريل، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم رغم التباين المعلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم.
وتشكل هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية فيما تؤكد إيران حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.
والسبت، أعلنت إيران أنّها تسلّمت «عناصر» اقتراح أميركي لاتفاق نووي.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن الاقتراح الأميركي يتضمن «ترتيبا يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة»، بينما تعمل الولايات المتحدة ودول أخرى على «وضع خطة أكثر تفصيلا تهدف إلى عرقلة سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي».
وأشارت الى أن الاقتراح يشمل تسهيل واشنطن «بناء محطات الطاقة النووية لإيران والتفاوض على بناء منشآت تخصيب يديرها اتحاد من دول المنطقة».
وسبق لطهران أن أعلنت انفتاحها على فرض قيود موقتة على تخصيب اليورانيوم، وأنها مستعدة للنظر في إنشاء اتحاد إقليمي للوقود النووي.
لكنها أكدت أن هذا الاتحاد «لا يهدف بأي حال من الأحوال إلى استبدال برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني».
وجدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء موقف بلاده المتمسك بالاحتفاظ بالمنشآت النووية والقدرة على تخصيب اليورانيوم.
وكتب في منشور على منصة إكس «لا تخصيب، لا اتفاق. لا أسلحة نووية، لدينا اتفاق».
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل، عدو إيران اللدود والقوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط وفق خبراء، بأنّ طهران تسعى لامتلاك السلاح الذري.
لكنّ الجمهورية الإسلامية تنفي هذه الاتّهامات، مؤكّدة أنّ هدفها من تخصيب اليورانيوم سلمي محض.
ورأى خامنئي الأربعاء أن «هناك نقطة في الصناعة النووية تٌعدّ بمنزلة المفتاح، وهي تخصيب اليورانيوم، هذا ما ركّز عليه أعداؤنا تحديدا». وسأل «لِمَ تتدخَّلون في قرار إيران تخصيب اليورانيوم من عدمه؟ لا يمكن أن يكون لكم رأي في ذلك» في إشارة للأميركيين.
وتابع «الصناعة النوويّة من دون امتلاك القدرة على التخصيب أمر لا فائدة فيه، لأنّنا سنضطر لمدّ أيدينا إلى الآخرين من أجل وقود مفاعلنا»، متابعا «إذا كانت لدينا 100 محطة طاقة نووية دون تخصيب، فلن تكون ذات فائدة لنا».
وشدد على أنه «إذا لم نتمكن من إنتاج هذا الوقود محليًا، فعلينا أن نطلبه من الولايات المتحدة، التي قد تفرض عشرات الشروط».
وشدد مسؤولون أميركيون أخيرا في الآونة الأخيرة على أن أي اتفاق محتمل مع إيران لا يجب أن يتيح لها الاحتفاظ بقدراتها في مجال تخصيب اليورانيوم.
وقال الرئيس دونالد ترامب الإثنين إنّ مشروع الاتفاق الجاري التفاوض عليه لن يسمح لطهران «بتخصيب اليورانيوم بأي مستوى».
وأبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا في العام 2015، أتاح فرض قيود على نشاطات إيران النووية وضمان سلمية برنامجها، مقابل رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة عليها.
وفي 2018، سحب ترامب خلال ولايته الأولى بلاده بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات خانقة على طهران التي عمدت بعد عام من ذلك الى التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنّ إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015.
وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن كمية اليورانيوم المخصب الإجمالية في إيران تتجاوز بكثير الكمية المسموح بها بموجب الاتفاق المبرم في العام 2015 مع القوى الكبرى.
ورفضت طهران نتائج التقرير واصفة إياه بأنّه «مُسيس وغير متوازن».
ومن المقرر أن يراجع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاط إيران النووي في اجتماعه المقرر عقده في فيينا في التاسع من حزيران/يونيو.