الوثيقة | مشاهدة الموضوع - آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفاشر بيد قوات “الدعم السريع”.. مناشدات عاجلة وتحركات لا توقف المجازر
تغيير حجم الخط     

آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفاشر بيد قوات “الدعم السريع”.. مناشدات عاجلة وتحركات لا توقف المجازر

مشاركة » الأحد نوفمبر 02, 2025 2:48 am

3.jpg
 
بورت سودان-(أ ف ب) – أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” السبت عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطرا وشيكا إثر سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي سياق الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، سيطرت قوات الدعم السريع الأحد على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان بعد حصار استمر 18 شهرا.
ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة وكالة فرانس برس عن عمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار.
وقال آدم، وهو أب لستة صبيان وفتاتين وصل إلى طويلة صباح الخميس، إن اثنين من أبنائه (17 عاما و21 عاما) قتلا أمام عينيه.

وروى “قالوا لهما كنتما تقاتلان (مع الجيش) وضربوني بالعصا على ظهري وما زالت آثار (الضرب)… لا أستطيع النوم على ظهري”. وأضاف “في قرني رأوا دماء اولادي على ملابسي فحققوا معي وقالوا انت كنت تقاتل”.
وبعد ساعات سمحوا له بالذهاب.
بدورها، قالت زهرة وهي أم لستة ابناء “خرجنا من الفاشر يوم السبت عندما اشتدت الضربات، وقبل أن نصل إلى قرني أوقفونا وأخذوا اثنين من أولادي واحد عمره 20 عاما والثاني 16 عاما. رجيتهم أن يتركوهما” لكنّ المقاتلين أفرجوا فقط عن الابن الأصغر.

كذلك قال حسين، وهو شاب يعاني كسرا في رجله بسبب إصابته بشظية قذيفة عندما كان في الفاشر “أبي قتل في اليوم الذي أصبت فيه. خرجت مع أمي وجيراننا، أوقفوني وقالوا إنني عسكري. وبعدما توسلت اليهم أمي تركونا. في الطريق، رأينا جثثا كثيرة وأشخاصا مصابين متروكين بمفردهم”.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير لقوات الدعم السريع.
وأوضحت “أطباء بلا حدود” أن “أعدادا كبيرة من المدنيين ما زالت تواجه خطرا شديدا وتُمنع من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها”.
وأضافت المنظمة أن حوالى خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على مسافة نحو 70 كيلومترا غرب المدينة.
وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه إن “عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة، في وقت تتزايد الشهادات عن فظائع واسعة النطاق”.
وتساءل “أين كل المفقودين الذين نجوا من أشهر من الجوع والعنف في الفاشر؟”، مضيفا “الاحتمال الأكثر ترجيحا، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار”.
– “استمرار القتل الجماعي”
وأفاد شهود عيان المنظمة بأن حوالى 500 مدني، بينهم جنود من الجيش وقوات حليفة له، حاولوا الفرار الأحد، لكن معظمهم قُتل أو أُسر على أيدي قوات الدعم السريع ومجموعات موالية لها.
وأشار الناجون إلى أن الفارين فُصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية.
وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال فرت من الفاشر، إن “الشبان الذين كانوا يسافرون معنا أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم”.
وقالت الأمم المتحدة الجمعة إن عدد القتلى جراء هجوم الدعم السريع على الفاشر قد يبلغ المئات، فيما اتهمت قوات حليفة للجيش السوداني الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني.
وأظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات إلى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير الجمعة إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات إلى أن جزءا كبيرا من سكان المدينة “قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون”.
ورصد الباحثون ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية.
وأضاف التقرير أن “مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان”.
– “مروّعة حقا”
وخلال مشاركته في مؤتمر “حوار المنامة” في العاصمة البحرينية السبت، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن “السودان في وضع كارثي تماما. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
وأضاف أن “قوات الدعم السريع تعهّدت علنا حماية المدنيين وستحاسَب على هذه الأفعال”.
وفي المؤتمر نفسه، نددت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بالظروف “المروّعة” في السودان.
وقالت كوبر إن “التقارير الواردة من دارفور خلال الأيام الأخيرة مروّعة حقا… فظاعات وإعدامات جماعية وتجويع واستخدام مدمّر للاغتصاب كسلاح في الحرب، فيما يتحمّل الأطفال والنساء وطأة أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس توقيف عدد من عناصرها المتهمين بارتكاب انتهاكات، وتعهّد قائدها محمد حمدان دقلو (الملقب “حميدتي”) بمحاسبة كل من يثبت تورطه.
لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر شكك في جدية التزامها بالتحقيق.
وتواجه قوات الدعم السريع المنبثقة من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين، والجيش اتهامات بارتكاب جرائم وأعمال عنف خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وكانت الولايات المتحدة قد خلصت سابقا إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت “إبادة جماعية” في دارفور.
وذكرت تقارير أممية أن قوات الدعم السريع تلقت أسلحة وطائرات مسيّرة من الإمارات، بينما يحظى الجيش السوداني بدعم من مصر والسعودية وإيران وتركيا.
وفي بيان السبت، رفضت وزارة الخارجية الإماراتية “بشكل قاطع أي ادعاءات بتقديم أي شكل من أشكال الدعم لأي من الطرفين المتحاربين منذ اندلاع الحرب الأهلية”، ودانت “الفظائع التي ارتكبها كل من سلطة بورتسودان وقوات الدعم السريع”.
ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر أن تمنحها تحكما كاملا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليا إلى محور شرقي-غربي، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على شمال البلاد وشرقها ووسطها.
وحذرت الأمم المتحدة من أن رقعة العنف بدأت تمتد إلى ولاية كردفان المجاورة، وسط تقارير عن “فظائع واسعة النطاق” ترتكبها قوات الدعم السريع.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر