» الاثنين يوليو 21, 2025 3:49 am
بغداد – قصي منذر
أثار قرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، القاضي بإلغاء استخدام الحبر الانتخابي في الاستحقاق المقرر إجراؤه في 11 تشرين الثاني المقبل، موجة واسعة من الجدل والانتقادات، وسط تحذيرات من فتح الباب أمام التزوير والتلاعب بإرادة الناخبين. وحذر خبراء في الشأن الانتخابي أمس من إن (الاستغناء عن الحبر الانتخابي يمثّل ثغرة خطيرة قد تتيح لأشخاص التصويت أكثر من مرة، اذا حدث خلل او ضعف بإجراءات التحقق البشري والتكنولوجي)، مؤكدين إن (هذا القرار يهدد ثقة الناخب بالعملية الديمقراطية برمتها)، وأشاروا إلى إن (الحبر لم يكن مجرد أداة رمزية، بل خط دفاع أول ضد ازدواج التصويت والانتحال، وإلغاؤه في هذا التوقيت يثير علامات استفهام بشأن شفافية ونزاهة الاقتراع المقبل)، مطالبين المفوضية بـ (مراجعة قرارها فورًا وتقديم ضمانات حقيقية تمنع التكرار والتلاعب)، وشدد الخبراء على القول إن (الاستقرار السياسي يبدأ من صندوق اقتراع موثوق لا يترك مجالًا للشك أو التلاعب). وقررت المفوضية في وقت سابق، الغاء العمل بـالحبر الانتخابي في يوم الاقتراع الخاص بالانتخابات النيابية، وذلك لوجود البطاقة البايومترية وتطابق البصمات الثلاثية للناخب. وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي في تصريح أمس إن (مجلس المفوضين قرر الغاء الحبر الانتخابي في يوم الاقتراع، وذلك لوجود البطاقة البايومترية، وتطابق البصمات الثلاثية بين البصمات الحية للناخب، والمخزونة في جهاز التحقق الالكتروني، فضلا عن الكاميرات التي ستربط في أجهزة التحقق يوم الاقتراع)، مؤكدة إنه (بذلك تنتفي الحاجة الى الحبر الانتخابي، كون الاجهزة الانتخابية تضمن حق الناخبين، في المشاركة بالانتخابات). وأربكت عبارة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، مكتوبة بخط يد رئيس التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، حسابات القوى مجددًا، بعدما لمح من خلالها إلى احتمال العودة للمشاركة في الانتخابات المقبلة، مستخدمًا لغة رمزية ذات دلالات دينية وسياسية في آن واحد. وكتب الصدر أمس (مصباح الهدى ننتخب، وسفينة النجاة نركب). وعد مراقبون تغريدة الصدر، بمثابة إشارة واضحة إلى انطلاق مرحلة جديدة من الحراك الإصلاحي الذي يقوده التيار، وعودة محتملة إلى العمل السياسي بشروط مختلفة. من جانبه، أكد مسؤول في التيار رفض الكشف عن هويته أمس إن (التغريدة ليست مجرد كلمات بل رسالة واضحة المعالم، تؤشر إلى مرحلة جديدة من الحراك الإصلاحي، فالتيار لم ولن يكون غائبًا عن معاناة الشعب، بل كان وما يزال صوته المدوي في مواجهة الفساد والتبعية والمحاصصة)، وأضاف إن (خيار المشاركة في الانتخابات المقبلة بات مطروحًا بجدية، لكن وفق رؤية إصلاحية شاملة، تضع مصلحة الوطن فوق المصالح الفئوية، ونحن لا نبحث عن سلطة، بل عن مشروع وطني يُعيد للشعب كرامته، ويمنح للدولة هيبتها)، ومضى إلى القول (إذا تقرر خوض الانتخابات، فسيكون ذلك تحت راية الإصلاح الحقيقي، وبتفويض شعبي واسع، مستند إلى مبادئ ثورة الإمام الحسين عليه السلام في نصرة الحق ورفض الباطل، وهذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة). في تطور، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وتوفير الأجواء اللازمة لنجاحها. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السوداني، استقبل رئيس الجمهورية السابق برهم صالح، وجرى بحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات في المنطقة، وأهمية توحيد المواقف والخطاب الوطني لإدامة الاستقرار السياسي والأمني في عموم البلاد، والمضي بتنفيذ مشاريع البناء والإعمار لخدمة جميع العراقيين)، وأضاف إن (اللقاء تناول أيضاً استعراض الخطط الحكومية المستمرة لتطوير القطاعات الاقتصادية والتنموية والخدمية، وتأكيد إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وأهمية توفير الأجواء اللازمة لضمان نجاحها وتحقيق المشاركة الواسعة فيها، وأن تكون نتائجها المعبر الحقيقي عن تطلعات الشعب العراقي ومتطلباته).