بغداد/ تميم الحسن
رفعت معظم القوى السياسية الفائزة في الانتخابات عدد مقاعدها، أو حافظت على ما حققته في انتخابات 2021 على الأقل، فيما تراجعت مقاعد خمسة تحالفات أبرزها ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.
وأظهرت النتائج الأولية التي نشرتها مفوضية الانتخابات تضاعف أعداد المصوّتين لمعظم القوى السياسية، بما فيها “القوى الشيعية”، على الرغم من مقاطعة أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر (نحو 800 ألف صوت للتيار في انتخابات 2021).
وحصلت الأحزاب الشيعية في الانتخابات الأخيرة على 197 مقعدًا، بعد أن نالت نحو خمسة ملايين صوت مقارنة بنحو مليوني ناخب في اقتراع 2021 (180 مقعدًا). فيما جمع محمد السوداني، رئيس الوزراء، بمفرده أكثر من 90 ألف صوت، محتلاً المركز الثاني بين الفائزين من حيث عدد الأصوات.
نشوة الفوز
وحققت قائمة السوداني “الإعمار والتنمية” المركز الأول في نتائج الانتخابات بـ46 مقعدًا (أكثر من مليون و300 ألف صوت)، منها ثمانية مقاعد لرئيس الحشد الشعبي فالح الفياض، وسبعة مقاعد لوزير العمل أحمد الأسدي، فيما تتداول الأنباء احتمال انشقاق الأخيرين عن رئيس الحكومة، وإعادة سيناريو حكومة 2018. وفي ذلك العام، حصل حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق، في الانتخابات على 42 مقعدًا، محتلاً المركز الثالث بعد التيار الصدري وتحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري، قبل أن ينشق فالح الفياض عن العبادي ويلتحق بمعسكر العامري، حيث قدّموا عادل عبد المهدي لتولي رئاسة الوزراء.
ويشارك ائتلاف “الإعمار والتنمية” لأول مرة في الانتخابات، حيث أسس رئيس الوزراء حزبه “تيار الفراتين” في 2019، الذي يندرج ضمن هذه القائمة، بعد انشقاقه عن حزب الدعوة خلال تظاهرات تشرين.
ويأتي بعده “ائتلاف دولة القانون” بزعامة نوري المالكي، الذي حصل على أكثر من 68 ألف صوت (من أصل نحو 800 ألف صوت)، محتلاً المركز الرابع بين الفائزين من حيث عدد الأصوات. نال ائتلافه 29 مقعدًا، أقل من نصفها لحزب واحد حقق مفاجأة داخل الائتلاف.
وخاضت كتلة “النهج الوطني”، التي كانت تُعرف سابقًا باسم حزب الفضيلة، الانتخابات ضمن ائتلاف المالكي، وحصلت بمفردها على 12 مقعدًا من أصل 29 مقعدًا للائتلاف (بعد أن كانت تحصل على أربعة مقاعد في انتخابات 2021 ضمن الائتلاف نفسه)، فيما حصلت كتلة “منتصرون” بقيادة أبو الآء الولائي، زعيم كتائب سيد الشهداء، على خمسة مقاعد.
وتُظهر نتائج الانتخابات تراجع ائتلاف المالكي بتسعة مقاعد مقارنة بانتخابات 2021 التي حقق فيها 38 مقعدًا، والتي كانت معظم مقاعدها من نصيب “حزب الدعوة” وحركة “البشائر” بزعامة صهر المالكي ياسر صخيل.
صعود الخزعلي
أما المفاجأة فكانت ما حققته قائمة قيس الخزعلي، زعيم “عصائب أهل الحق” والمعروفة باسم “صادقون”، حيث ارتفعت مقاعدها من تسعة مقاعد في 2021 إلى 27 مقعدًا. كما رفع عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة، قائمة “قوى الدولة” من أربعة مقاعد إلى 18، فيما ارتفعت مقاعد “بدر” بزعامة هادي العامري، التي خاضت الانتخابات بمفردها لأول مرة، من 13 إلى 18 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة. وحصل “تحالف الأساس” بزعامة محسن المندلاوي، نائب رئيس البرلمان، على ثمانية مقاعد في أول مشاركة للتحالف، بينما حافظت قائمة “حقوق” المدعومة من “كتائب حزب الله” على ستة مقاعد. أما شبل الزيدي، زعيم “كتائب الإمام علي”، فحقق ثمانية مقاعد لأول مرة ضمن قائمة “تحالف خدمات”.
بالمقابل، صعدت مقاعد “المجلس الأعلى”، الذي يشارك في الانتخابات تحت اسم “ابشر يا عراق”، من مقعد واحد إلى أربعة مقاعد، وزادت كتلة “تصميم” بزعامة النائب عامر الفايز، القيادي في “الإطار التنسيقي”، مقعدًا واحدًا من خمسة إلى ستة مقاعد.
تضاعف عدد المصوتين
أما القوى السنية، فقد تضاعف عدد المصوّتين لصالحها إلى أكثر من مليوني صوت، لكن مجموع المقاعد لم يتغير عن انتخابات 2021، حيث يقدر بنحو 67 مقعدًا.
وحقق محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، المرتبة الثالثة بين الفائزين من حيث عدد الأصوات بأكثر من 71 ألف صوت، فيما حصلت قائمته “تقدم” على 28 مقعدًا (بنحو أقل من مليون صوت)، أي أقل بتسعة مقاعد مقارنة بالانتخابات السابقة التي حققت فيها القائمة 37 مقعدًا. ومع ذلك، يتوقع أن يرتفع عدد مقاعد الحلبوسي إلى 34 بعد ضم ستة مقاعد حصلت عليها كل من “تحالف قمم” بقيادة وزير الصناعة خالد بتال، و”الأنبار هويتنا”، وهما قائمتان تابعتان لزعيم “تقدم”.
وفي السياق ذاته، حصل خميس الخنجر، زعيم “تحالف السيادة”، الذي يشارك لأول مرة بشكل منفرد في الانتخابات، على تسعة مقاعد (أكثر من 300 ألف صوت). فيما صعدت “عزم” بزعامة النائب مثنى السامرائي من 13 إلى 15 مقعدًا (أكثر من 400 ألف صوت)، وكذلك “الحسم” بقيادة وزير الدفاع ثبات العباسي من ثلاثة إلى سبعة مقاعد. أما أحمد الجبوري “أبو مازن”، فقد خسرت قائمته “الجماهير الوطنية” ثلاثة مقاعد عن انتخابات 2021، وحصلت على مقعدين فقط.
وفي كردستان، ارتفع عدد المصوّتين من أكثر من مليون ناخب في 2021 إلى أكثر من مليونين و132 ألف ناخب في الانتخابات الأخيرة.
وحصل “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني بمفرده على أكثر من مليون صوت (بعد أن كان أكثر من نصف مليون صوت في اقتراع 2021)، ونال 27 مقعدًا مقارنة بـ31 مقعدًا في 2021، ومع ذلك يتوقع أن يرتفع عدد مقاعده إلى أكثر من 30 بعد ضم مقاعد “كوتا المكونات” في أربيل ودهوك وواسط، إضافة إلى مقعد “كوتا النساء” في ديالى.
وبالمقابل، حصل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني على أكثر من 500 ألف صوت (بعد أن كان أكثر من 200 ألف صوت في 2021)، ونال 18 مقعدًا، بزيادة مقعد واحد عن الانتخابات السابقة. وحقق محافظ كركوك عن الحزب، ريبوار طه، المركز الأول من حيث عدد الأصوات بعد أن حصل على 96 ألف صوت.
وفي المقابل، تراجعت مقاعد حزب “الجيل الجديد” إلى ثلاثة مقاعد بدلًا من تسعة في 2021.