ترجمة: حامد أحمد
في استطلاع أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن نوايا اللاجئين السوريين المتواجدين في العراق للعودة إلى وطنهم خلال الـ12 شهرا المقبلة، بيّن 92% منهم أنهم لا يخططون للعودة خلال هذه الفترة، وعند الاستبيان منهم فيما إذا يخططون للعودة في يومٍ ما خلال السنوات الخمس القادمة، بيّن 40% منهم أنهم ليس لديهم نية بالعودة، في حين بيّن 54% منهم أنه لديه أمل بالعودة. وكانت أبرز المعوقات أمام العودة هي المخاوف الأمنية وتحديات اقتصادية وتدمير أو تضرر منازلهم في سوريا.
وأشارت المفوضية في استطلاعها إلى أن 4% فقط من اللاجئين السوريين المتواجدين في العراق قد ذكروا أنهم مهتمون بالعودة إلى سوريا خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. وتمثل هذه النسبة انخفاضا مقارنة بنسبة الاستطلاع الذي أُجري قبل 12 شهرا في كانون الثاني 2025 والذي أعرب فيه 12% منهم عن رغبتهم في العودة خلال الاثني عشر شهرا التالية.
وأشارت المفوضية في تقريرها إلى أن العراق يستضيف بسخاء أكثر من 341 ألف لاجئ وطالب لجوء، الغالبية العظمى منهم (88%) من السوريين. ويقطن حوالي 82% من هؤلاء السكان في إقليم كردستان. بينما يعيش معظم اللاجئين وطالبي اللجوء في البيئات الحضرية وشبه الحضرية، يظل نحو 30% منهم في تسع مخيمات للاجئين موزعة على أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يعيش حوالي 103,000 نازح داخلي في 20 مخيما للنازحين داخل إقليم كردستان.
وشمل الاستطلاع الذي أجرته المفوضية في حزيران 2025 نحو 746 لاجئا سوريا عبر اتصالات هاتفية في إقليم كردستان، إضافة إلى 41 لاجئ سوري في محافظات وسط وجنوب العراق. وذكرت المفوضية أن المسح الذي أُجري هذا العام بالمشاركة مع البنك الدولي، يتميز بالمسح والاستطلاع الموسّع الذي يشمل بيانات اجتماعية واقتصادية مع تحليل سياسي أيضا ويشمل عيّنة من اللاجئين السوريين في العراق.
ومن بين الذين لا يخططون للعودة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، تساءلت المفوضية منهم فيما إذا لديهم أمل في العودة يوما ما، أجاب 54% منهم بنعم، في حين كان رد 19% بكلمة “كلا”، في حين ذكر 27% منهم أنهم غير متأكدين حول هذا الأمر.
أما من بين الذين يخططون للعودة في يومٍ ما خلال الخمس سنوات المقبلة، أجاب 54% منهم بعبارة “نعم”، في حين ذكر 40% منهم أنهم ليس لديهم رغبة بالعودة خلال الخمس سنوات المقبلة، وكان رد 6% منهم فقط أنهم غير متأكدين.
وذكرت المنظمة الدولية في استطلاعها أن أهم الأسباب التي كانت تُثبط نية اللاجئين السوريين في العراق بالعودة إلى بلدهم خلال الاثني عشر شهرا المقبلة، تراوحت بين أسباب أمنية واقتصادية أو تضرر منازل أو مخاوف بشأن توفر الخدمات في سوريا.
حيث أظهر الاستطلاع أن 53% من اللاجئين بيّنوا أن أسبابا أمنية تعيق عودتهم، في حين ألقى 52% منهم باللائمة على التحديات الاقتصادية وعدم توفر فرص عمل في بلدهم، بينما بيّن 48% منهم أسبابا تتعلق بتدمّر منازلهم أو تضررها بما يفوق إصلاحها. في وقت أظهر 17% منهم مخاوف من عدم توفر الخدمات في بلدهم.
أما أهم الأسباب التي ذكرها الذين لا ينوون العودة حاليا، والتي قد تؤثر على قراراتهم في العودة مستقبلا، فقد ذكر نحو 35% منهم أن تحسن الوضع الأمني في بلدهم قد يشجعهم مستقبلا بالعودة، في حين بيّن 34% منهم أن توفر فرص العيش وكسب الرزق قد يشجعهم بالعودة. وبيّن 23% منهم رغبتهم في الوصول إلى ممتلكاتهم الشخصية داخل سوريا، وعبّر 16% منهم عن أملهم بتوفر الخدمات في مناطقهم لكي يتمكنوا من العودة.
وذكرت المفوضية في استبيانها أن 47% من غير المخططين للعودة يحافظون على تواصل متكرر مع ذويهم في سوريا، حيث أفاد 25% منهم عن امتلاكهم عقارا في سوريا، في وقت تُسلط الثغرات في الوثائق إلى جانب الدمار الواسع، الضوء على التحديات المستمرة المتعلقة بحقوق السكن والأرض والممتلكات والتي أشار إليها اللاجئون والعائدون على نطاق واسع كمعوقات أمام العودة. كما تمت الإشارة إلى نقص توفر المياه والكهرباء في أماكنهم الأصلية كعامل تحدٍّ إضافي.
ووصف اللاجئون سوريا بأنها غير آمنة بسبب النزاع المستمر ونشاط المجاميع المسلحة والاختطافات والتجنيد القسري، في وقت تمت الإشارة أيضا إلى نقص واسع في خدمات المياه والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم. وصف المشاركون في الاستطلاع سوريا بأنها تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية الفعّالة.
عن ريليف ويب الدولي