بعد أسبوع من الضربة الأمريكية على إيران: لا نجاح واضح والهجمات قد تكون مجرد بداية

مرّ أسبوع على الهجوم الأمريكي على إيران، وتشير الأدلة المتوافرة من الولايات المتحدة، وأوروبا، وإسرائيل، وإيران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن الضربة لم تحقق أهدافها المعلنة.

فقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وكذلك مخزونها من اليورانيوم المخصب، ما تزال مجهولة تمامًا، ويُفترض أنها لم تتأثر.

في خطوة تصعيدية، منعت إيران مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآتها النووية، وتعتزم طردهم من البلاد. كما هدّدت بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) في حال فرضت الدول الأوروبية الثلاث (E3) آلية “سناب باك” لإعادة العقوبات، وهو إجراء يكاد يكون حتميًا، ويُعتبر بمثابة تمهيد نحو التسلّح النووي.

الاقتراح الأمريكي الجديد بشأن الاتفاق النووي ليس إلا نسخة موسعة من العرض الأول الذي قدّمته واشنطن قبل “حرب الاثني عشر يومًا”، والذي رفضته إيران آنذاك. ولا تزال طهران متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم وترفض التنازل عنه.

من جهته، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته قائلاً إنه مستعد لتوجيه ضربة جديدة لإيران إذا واصلت التخصيب، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن إيران “ستتلقى المعاملة نفسها التي تلقاها لبنان”، في إشارة إلى مرحلة طويلة من الاعتداءات والهجمات المستمرة.

جميع المؤشرات منذ إعلان وقف إطلاق النار تفيد بأن حرب الأيام الاثني عشر والضربة الأمريكية كانت بمثابة المرحلة الأولى فقط من تصعيد كبير في إطار حرب طويلة ضد إيران.

الضربة الأمريكية الأخيرة لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة.

من يظن أن ترامب “دخل وخرج” بضربة محدودة دمّرت البرنامج النووي الإيراني وأن الأمر كان جزءًا من خطة متقنة، فعليه أن يعلم أن الصراع مع إيران بدأ قبل سنوات طويلة.

فقد أُطلق فيروس “ستاكسنت” ضد المنشآت النووية الإيرانية في عام 2010. وفي عام 2020، أمر ترامب باغتيال الجنرال قاسم سليماني. وخلال عام 2021، نفذت إسرائيل هجمات إلكترونية كبرى على إيران. أما بين 2023 و2024، فقد قامت إسرائيل والولايات المتحدة بتفكيك شبكات إيران الإقليمية، ونفذتا عمليات اغتيال وتجسس وتخريب داخل الأراضي الإيرانية.

كل ذلك مهّد الطريق إلى “حرب الاثني عشر يومًا” والضربة الأمريكية الأخيرة، والتي تبدو اليوم مجرد بداية لنهاية حرب طويلة استمرت بين 7 إلى 15 عامًا ضد إيران.