بغداد/المسلة: وجّهت إسرائيل ضربة عسكرية غير مسبوقة ضد منشآت نووية في إيران، معتبرة أن طهران تقترب من “نقطة اللاعودة” في برنامجها النووي. ورغم أن الهجوم ألحق ضرراً بالغاً ببعض المنشآت، إلا أن الخبراء يرون أن التأثير بعيد عن أن يكون مدمّراً، ويظل البرنامج النووي الإيراني قادراً على التعافي، بل وربما التسارع في مساره.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدمير قسم كبير من منشأة نطنز فوق الأرض، فيما أكدت صور الأقمار الصناعية وقوع أضرار “جسيمة”، خصوصاً في البنية التحتية للطاقة التي تغذي أجهزة الطرد المركزي. وإذا نفدت البطاريات الاحتياطية، فقد يتعطل تخصيب اليورانيوم مؤقتاً، لكن دون إنهائه. أما منشأة فوردو فتعرّضت لأضرار “محدودة”، بينما لا تزال الأضرار في مجمع أصفهان، الذي يحتوي على مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب، غير واضحة.
ويرى علي واعظ من “مجموعة الأزمات الدولية” أن إسرائيل لا تملك الوسائل التقنية لتدمير منشآت نطنز وفوردو المحصّنة، ما لم تتلق دعماً عسكرياً أميركياً مباشراً.
وأضافت كيلسي دافنبورت من “آرمز كونترول أسوسييشن” أن الهجوم وإن أخر إيران، إلا أنه لا يمكنه إزالة المعرفة النووية المكتسبة، ما يجعل تأثيره محدوداً على المدى الطويل.
وإذا ما كانت إيران قد نقلت جزءاً من مخزوناتها إلى منشآت سرية، فإن الهجوم قد يكون قد أخفق استراتيجياً. ولم تُسجّل أي مستويات إشعاع غير طبيعية، لكن يبقى الخطر قائماً إذا تم استهداف منشآت حساسة مثل محطة بوشهر.
والمقلق أكثر هو المعادلة السياسية الجديدة. فإيران تمتلك حالياً 408.6 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي ما يكفي لإنتاج أكثر من تسع قنابل نووية في حال تخصيبه بنسبة 90%. ورغم النفي الإيراني، تؤكد الوكالة الدولية أن طهران لا تتعاون بما يكفي، وسط مخاوف من أن تؤدي الضربات إلى تسريع قرارها نحو إنتاج السلاح النووي، خاصة في ظل غياب التفتيش الفعّال.