الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لوموند: سوريا في مواجهة تسلّل الجهاديين إلى صفوف قوات الأمن
تغيير حجم الخط     

لوموند: سوريا في مواجهة تسلّل الجهاديين إلى صفوف قوات الأمن

مشاركة » الاثنين ديسمبر 15, 2025 5:31 pm

7.jpg
 
حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”: توقفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عند الهجوم الذي وقع يوم السبت 13 كانون الأول/ديسمبر في مدينة تدمر بمحافظة حمص، عندما تمكن رجل منتمٍ إلى تنظيم “الدولة” من التسلل إلى اجتماع ضمّ ضباطا من التحالف الدولي وقادة من جهاز أمن بادية الشام، قبل أن يفتح النار، ما أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومدني أمريكي يعمل مترجما، وفق بيان لوزارة الداخلية السورية.

وأصيب ثلاثة جنود آخرين، بحسب القيادة المركزية الأميركية، وتم إجلاؤهم إلى قاعدة التنف في جنوب سوريا، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عنصرين من قوات الأمن السورية أُصيبا أيضًا. ونقلت عن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قوله إن المهاجم قُتل على يد “القوات الشريكة”.

حذّرت الصحيفة الفرنسية من أن سوريا تواجه تحديا أمنيا كبيرا يتمثّل في اختراق عناصر جهادية، ولا سيما من تنظيم “الدولة”، صفوفَ قوات الأمن السورية الجديدة، الأمر الذي يهدد التعاون القائم بين دمشق والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

أوضحت “لوموند”، نقلًا عن مسؤول أمني سوري، أن منفذ الهجوم كان عنصرا في قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية منذ أكثر من عشرة أشهر، وقد خدم في عدة مدن قبل نقله إلى تدمر. كما أشار المسؤول إلى اعتقال 11 عنصرا من قوات الأمن العام وإحالتهم إلى التحقيق بعد الهجوم.

وذكرت الصحيفة أن وسائل إعلام سورية عرّفت المهاجم باسم طارق سطوف الحميد، وهو من محافظة حلب، لافتة إلى أنه انضم إلى تنظيم “الدولة” عام 2014، ثم التحق بقوات الأمن العام في إدلب عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر عام 2024، مع عناصر آخرين من التنظيم.

كما اعتبرت “لوموند” أن عمليات التجنيد المكثفة التي شهدتها الأجهزة الأمنية السورية خلال العام الماضي، بهدف سد النقص في صفوفها، زادت من مخاطر تسلل العناصر المتطرفة. ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، قوله إن نحو خمسة آلاف عنصر جرى تجنيدهم في منطقة البادية يخضعون لتقييم أسبوعي، مشيرا إلى أن تقييما أُجري للمهاجم قبل ثلاثة أيام خلص إلى احتمال تبنيه فكرا متطرفا، وكان من المفترض اتخاذ قرار بشأنه، لكن الهجوم وقع في يوم عطلة رسمية.

عمليات التجنيد المكثفة التي شهدتها الأجهزة الأمنية السورية خلال العام الماضي، بهدف سد النقص في صفوفها، زادت من مخاطر تسلل العناصر المتطرفة

وأضافت الصحيفة أن السلطات السورية كانت قد حذّرت قوات التحالف الدولي من خطر هجوم محتمل لـ”الدولة” في محيط تدمر. كما نقلت عن خبير سوري في شؤون الجماعات الجهادية ، قوله إن “مقتل جنود أمريكيين على يد عنصر من قوات الأمن السورية يعكس وجود معارضة داخل بعض قواعد الدعم وأجهزة الدولة السورية لانضمام دمشق إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة”.

وأشارت “لوموند” إلى أن سوريا انضمت رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة” خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، معتبرة أن هذه الخطوة تأتي في إطار الصراع الذي يخوضه الشرع ضد التنظيم منذ عام 2016. ولفتت إلى أن وسائل إعلام “الدولة” تصف الشرع بأنه “مرتد” و“دمية” بيد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتابعت الصحيفة الفرنسية أن التنظيم، الذي لا يضم اليوم أكثر من 2500 مقاتل في سوريا، انسحب إلى بادية الشام بعد خسارته معاقله عام 2019، مستفيدا من حالة الفوضى بعد سقوط النظام السابق للانتشار في المدن واستغلال الانقسامات الطائفية والفكرية للتجنيد. وذكّرت بأن التنظيم نفّذ في حزيران/يونيو هجوما على كنيسة مار إلياس في دمشق أوقع 25 قتيلًا و63 جريحًا.

كما أوضحت “لوموند” أن التحالف الدولي عزّز تعاونه مع الحكومة السورية منذ الربيع الماضي، وقدّم لها معلومات استخباراتية ساهمت في إحباط ما لا يقل عن ثماني هجمات “الدولة”. وأضافت أن الولايات المتحدة، التي تخطط لإنهاء مهمة التحالف العسكرية في سوريا والعراق بحلول نهاية عام 2026، تسعى إلى نقل مسؤولية مكافحة الإرهاب إلى الأطراف المحلية.

وأشارت الصحيفة في الأخير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعّد بالرد على الهجوم، مؤكدًا أن الرئيس السوري أحمد الشرع “مصدوم بما جرى”، في حين دانت الحكومة السورية العملية بشدة، وقدّمت تعازيها للولايات المتحدة، وأعلنت إطلاق حملة أمنية واسعة في محافظة حمص لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير