الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إندبندنت: روسيا تخاطر بكارثة نووية بسحب الطاقة النووية الأوكرانية من أكبر مفاعل في أوروبا
تغيير حجم الخط     

إندبندنت: روسيا تخاطر بكارثة نووية بسحب الطاقة النووية الأوكرانية من أكبر مفاعل في أوروبا

مشاركة » الأربعاء أكتوبر 29, 2025 4:17 pm

2.jpg
 
لندن – “القدس العربي”:

ترى صحيفة إندبندنت البريطانية “أن أكبر مفاعل نووي في أوروبا أصبح ساحة معركة في دفاع أوكرانيا ضد الغزاة الروس الذين يخاطرون بحدوث انهيار كارثي في ​​سعيهم لربطه بشبكة الكهرباء الوطنية في موسكو”.

وتُذّكر الصحيفة أن القوات الروسية استولت على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تضم 6 مفاعلات، في وقت مبكر من الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في عام 2022، وظلت منذ ذلك الحين نقطة اشتعال محتملة خطيرة لكارثة نووية. وقد أدى القتال والقصف من الجانبين في المجمع ومحطة الطاقة نفسها، التي احتلتها القوات الروسية بالكامل ، إلى “الإغلاق البارد” للمفاعلات، وهذا يعني أن مادتها النووية لا تستخدم لتوليد الطاقة، بل تحتاج إلى تبريد مستمر.

ومن نتائج ذلك توضح الصحيفة “أن القتال أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أوكرانيا، مما يعني أن نظام التبريد اضطر إلى الاعتماد كلياً على مولدات الديزل لتشغيل محطة الطاقة بطاقم عمل أساسي لمدة شهر، ولم تتم استعادة الطاقة بشكل منتظم إلا في الأسبوع الماضي بعد أطول فترة تم فيها فصل محطة الطاقة النووية في زابوريجيا عن الكهرباء لتشغيل أنظمة التبريد الخاصة بها.

وتحتاج روسيا إلى قطع وصلة الطاقة الأوكرانية من أجل تثبيت اتصالها بالشبكة الروسية ، وهو طموح أعلنته منذ فترة طويلة.

وأوضح ميخائيلو شوستر، الخبير النووي والمدير السابق للمشتريات في شركة إنيرجوأتوم – وكالة الطاقة النووية الأوكرانية، أن “الاتحاد الروسي يقوم بتركيب خطوط الكهرباء الخاصة به، لكن عناصر منها تم إتلافها بنجاح من قبل أوكرانيا”، وأضاف أن “روسيا الآن في حالة تأهب عالية، ومن أجل ربطها، لا بد من قطع إمدادات الطاقة من أوكرانيا “.

وتقول الصحيفة إنه ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا قد استطاعت ربط المحطة الأوكرانية بشبكتها الكهربائية خلال فترة الانقطاع التي استمرت 30 يوما. وفي حال نجاحها في ذلك، فسيتعين عليها تركيب محطات تحويل لمزامنة الشبكتين.

وتضيف الصحيفة :”لكن انقطاع التيار الكهربائي عن أنظمة التبريد في محطة زابوروجيا للطاقة النووية، إلى جانب الانهيار شبه الكامل لإمدادات المياه هناك بعد أن فجرت روسيا سد كاخوفكا، الذي كان يوفر المصدر الرئيسي للمياه لمحطة زابوروجيا للطاقة النووية، يسبب قلقاً للمسؤولين المحليين.

وقال رئيس بلدية إينرهودار، وهي البلدة المجاورة لمحطة زابوريجيا التي أصبحت محتلة الآن، لصحيفة “إندبندنت” إنه يخشى أن يذوب الغبار النووي في المياه الجوفية المحيطة بالمحطة، مما يؤدي إلى تلويث نهر دنيبرو وفي نهاية المطاف البحر الأسود.

ويضيف أن “سد كاخوفكا مُدمّر، ولا يوجد ما يُبرّده، حتى لو أُعيدت المعدات بأعجوبة في المستقبل… وفي أسوأ الأحوال، سوف يتبخر الماء في نهاية المطاف من بركة التبريد، ولن يكون هناك ما يكفي لتبريد الوقود النووي.”

أما عمدة المدينة دميترو أورلوف فيقول : “يمكن أن تذوب الخرسانة وتتسرب إلى المياه الجوفية”. ويُدير أورلوف برامج إنسانية لآلاف الأشخاص، معظمهم من عمال الطاقة النووية، الذين فرّوا مع تقدم القوات الروسية من مدينة زابوروجيا إلى أماكن أكثر أمنا .

ويشير عمدة المدينة إلى كارثة تشيرنوبيل، وهي الفشل الكارثي لمفاعل نووي في عام 1986 في أوكرانيا السوفيتية آنذاك، والتي لا تزال أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

وحذر من أن “كمية الوقود النووي الموجودة هناك تقدر بنحو عشرة أضعاف تلك التي كانت موجودة في تشيرنوبيل”

ويقوم فريق صغير من المفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش محطة الطاقة بشكل منتظم حيث أفادوا بوجود تدريبات عسكرية وانفجارات داخل المنشأة وحولها.

وشوهدت المدفعية وقذائف الهاون الروسية تقصف المدن والقرى الأوكرانية على الضفة المقابلة لنهر دنيبرو.

وبعد عودة الكهرباء، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ماريو غروسي: “ما كان يُصعُب تصوّره في السابق – انقطاع التيار الكهربائي عن محطة طاقة نووية بانتظام – أصبح للأسف أمراً شائعاً خلال هذه الحرب المدمرة. ومع ذلك، كان هذا الحدث الأكثر صعوبةً في انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدناه حتى الآن …ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتقليل مخاطر وقوع حادث نووي بشكل أكبر”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير