تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل بصورة غير مسبوقة بعد الأنباء التي ترددت عن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو باحتلال قطاع غزة بصورة كاملة بعد اخذ موافقة الكابينت الأمني المصغر الخميس. وكشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى لـ»الزمان» أن مصر أرسلت رسائل تحذيرية إلى كل من أمريكا وإسرائيل من مغبة تنفيذ نتنياهو تهديداته، والتي تُعد بمثابة تهديد خطير للأمن القومي المصري، لن تقف مصر مكتوفة الأيدي تجاهه. فيما كشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ»الزمان» أن القوات المصرية عززت من تواجدها على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة لمواجهة كافة الاحتمالات، خاصة في حالة قيام إسرائيل بالضغط على السكان المدنيين في قطاع غزة لإجبارهم على التهجير إلى سيناء. واكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس الأربعاء أن على الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي قرارات تتخذها الحكومة فيما يتعلق بقطاع غزة وذلك بعد تقارير عن خلافات بشأن احتلال إسرائيل كامل القطاع المحاصر والمدمر جراء حرب مستمرة منذ 22 شهرا. وتحدثت تقارير إعلامية عن انقسام في الآراء بين المستوى السياسي والجيش بعد أن أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه ينبغي إكمال مهمة القضاء على حماس وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. فيما طلبت مصر من البعثة الأمريكية في قوات حفظ السلام الدولية في سيناء بمغادرة سيناء. وكشف المصدر أن مصر تلقت تقارير استخباراتية من إيران عن نوايا إسرائيلية للهجوم على مصر بعد أن فرغت من ضرب إيران. وعن احتمالات حدوث مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل، أكد اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والمقرّب من الرئيس السيسي، أن القوات المسلحة المصرية مستعدة للمواجهة في أي وقت.
وكشف اللواء سمير فرج أن الطائرات المصرية اعترضت منذ فترة طائرات أمريكية حاولت اختراق الحدود المصرية في سيناء وأجبرتها على مغادرة المجال الجوي المصري.
في السياق ذاته، أكد الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ»الزمان»، أن الولايات المتحدة تسعى لإعطاء إسرائيل المزيد من الوقت لتمرير خططها كافة في قطاع غزة، خاصة عندما تتعرض إسرائيل لضغط غير مسبوق لوقف العدوان وإدخال المساعدات، وهو ما عبّر عنه مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف عند زيارته لقطاع غزة عندما أعلن أن غزة تعاني من نقص غذاء وليس مجاعة، وسيقدم تقريرًا للرئيس الأمريكي يؤيد الرواية الإسرائيلية.
وللأسف، فإن حماس ، بحسب تركي، ترسل فيديوهات عن تدهور الأوضاع الصحية للأسرى الإسرائيليين في غزة، وهو الأمر الذي يعطي ذريعة للقيادة الإسرائيلية لتصعيد الضغط العسكري على حركة حماس من أجل التشويش على الآثار النفسية التي أحدثتها الحركة على الناخب الإسرائيلي.
وأكد الدكتور إسماعيل تركي أن الشواهد تؤكد أن إسرائيل مستمرة في عملية تصعيد الضغط العسكري على حركة حماس من أجل تحقيق أهداف نتنياهو، الذي لم يعد يعنيه الإفراج عن الأسرى بقدر ما يعنيه الحفاظ على مستقبله السياسي.
ومن جهته، يرى مدير المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، محمد المصري، أن الخطة الإسرائيلية لا تقف عند حدود العمليات العسكرية، بل تمتد إلى مشروع سياسي خطير. وأضاف أن الخطة الآن تُنفذ على مراحل تبدأ بالاحتلال، ثم الثبات، ثم السيطرة على القضايا الإنسانية، مضيفًا أن هذه الخطوات تعطي إسرائيل الفرصة للبقاء فترة أكبر دون خسائر كبيرة.
وأكد أن هناك قناعة إسرائيلية بضرورة الحسم البري، لأن القصف الجوي لن ينهي وجود حماس، وهو ما يدفعها إلى الاستيلاء على بقية قطاع غزة.
