رائد صالحة
حجم الخط
1
أنكوريج (ألاسكا) – “القدس العربي”: عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، مؤتمرًا صحافيًا عقب اجتماع رفيع المستوى تناول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا. والتقى الزعيمان برفقة كبار مساعديهما لمدة تقارب ثلاث ساعات في قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” المشتركة، بعد مراسم استقبال دقيقة تضمّنت سجادة حمراء وعرضًا جويًا عسكريًا.
وقال ترامب إنه أحرز تقدّمًا في نقاط رئيسية خلال الاجتماع، لكنه لم يوضح تفاصيل هذه النقاط أو الخلافات التي لا تزال قائمة لتحقيق السلام في أوكرانيا، مضيفًا: “لم نصل بعد إلى اتفاق نهائي، لكن لدينا فرصة جيدة”.
وأشار ترامب إلى أن الاجتماع كان مثمرًا للغاية وتم الاتفاق على معظم النقاط، لافتًا إلى أن بعض النقاط المتبقية ليست بالغة الأهمية، فيما تمثل نقطة واحدة فقط الأهم. ولم يجب الرئيس الأمريكي على أسئلة الصحافيين ولم يقدّم أي تفاصيل إضافية، مشيرًا إلى أنه سيتحدث لاحقًا مع القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
أما بوتين، فافتتح المؤتمر الصحافي، وأكد عبر مترجم أن المباحثات كانت “شاملة” و”مفيدة” وأُجريت في “أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل”. وألمح إلى أن الجانبين توصلا إلى اتفاقات أولية، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها، مشددًا على أن العلاقات الأمريكية-الروسية وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، وأن أي تسوية طويلة الأمد للصراع تتطلب معالجة الأسباب الجذرية للنزاع. وأضاف بوتين مازحًا أن قرب ألاسكا من روسيا جعله يصف ترامب بـ”الجار”.
واستقبل ترامب وبوتين بعضهما البعض بمصافحة حارة عند وصولهما، وركبا السيارة الرئاسية بمفردهما قبل بدء الاجتماعات الرسمية، حيث تبادلا الحديث على انفراد. وحضر الاجتماع بعد ذلك كبار المسؤولين، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، فيما حضر من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف.
ورغم أن القمة شهدت أجواءً إيجابية، لم تُدعَ أوكرانيا إلى الاجتماع، حيث أكد الرئيس زيلينسكي أن أي قرارات تُتخذ في غيابه “لن تكون ذات معنى”، في وقت استمر فيه التصعيد العسكري على الأرض، حيث قُتل سبعة مدنيين وأصيب 17 آخرون في ضربات روسية على مناطق أوكرانية خلال 24 ساعة، بينما أسفرت هجمات أوكرانية على منطقتي كورسك وبلغورود عن إصابة 12 شخصًا.
وشدد ترامب قبل القمة على أن اللقاء سيحدد في “الدقائق الأولى” ما إذا سيكون ناجحًا أم لا، ملوّحًا بإمكانية فرض “عواقب اقتصادية شديدة” على موسكو إذا لم يتم التوصل إلى تقدّم، لكنه أبدى تفهمه لمحاولة بوتين استخدام العمليات العسكرية كوسيلة للتفاوض، واصفًا ذلك بأنه “خطأ” سيقوم بتوضيحه للرئيس الروسي.
من جهته، دعا النائب الديمقراطي مايك كويغلي ترامب لاتخاذ موقف صارم مع بوتين، معتبرًا أن الأخير “ديكتاتور وحشي لا يفهم سوى لغة القوة”، محذرًا من أن أي تراخٍ أمريكي قد يرسل إشارة سلبية للأوكرانيين.
وعلى الرغم من تجاهل بوتين الردّ على أسئلة الصحافيين حول وقف إطلاق النار ومقتل المدنيين، يرى المراقبون أن القمّة تمثل اختبارًا حقيقيًا لإمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي في ظل غياب الطرف الأوكراني واستمرار العمليات العسكرية.