الوثيقة | مشاهدة الموضوع - اكتشاف‭ ‬ثقب‭ ‬أسود‭ ‬غير‭ ‬عادي‭ ‬في‭ ‬مجرة‭ ‬درب‭ ‬التبانة
تغيير حجم الخط     

اكتشاف‭ ‬ثقب‭ ‬أسود‭ ‬غير‭ ‬عادي‭ ‬في‭ ‬مجرة‭ ‬درب‭ ‬التبانة

مشاركة » الأربعاء إبريل 17, 2024 5:28 am

7.jpg
 
باريس‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬رصد‭ ‬التلسكوب‭ ‬الفضائي‭ ‬الأوروبي‭ “‬غايا‭” ‬المخصص‭ ‬لرسم‭ ‬خرائط‭ ‬درب‭ ‬التبانة،‭ ‬ثقباً‭ ‬أسود‭ ‬ذا‭ ‬كتلة‭ ‬قياسية‭ ‬تفوق‭ ‬كتلة‭ ‬الشمس‭ ‬بـ33‭ ‬مرة،‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬مجرتنا،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬دراسة‭ ‬نشرت‭ ‬الثلاثاء‭.‬

وينتمي‭ ‬الجسم‭ ‬المسمى‭ “‬غايا‭ ‬بي‭ ‬اتش‭ ‬3‭” ‬والذي‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬ألفي‭ ‬سنة‭ ‬ضوئية‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬كوكبة‭ ‬العقاب،‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬الثقوب‭ ‬السوداء‭ ‬النجمية‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬النجوم‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬حياتها‭. ‬وهذه‭ ‬الثقوب‭ ‬أصغر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الثقوب‭ ‬السوداء‭ ‬الهائلة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المجرات،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يُعرف‭ ‬سيناريو‭ ‬تكوينها‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬إلى‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬أوضح‭ ‬باسكوالي‭ ‬بانوزو،‭ ‬وهو‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬مرصد‭ “‬باريس‭ – ‬بي‭ ‬اس‭ ‬ال‭” ‬والمعدّ‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ “‬أسترونومي‭ ‬أند‭ ‬أستروفيزيكس‭ ‬ليترز‭”‬،‭ ‬أن‭ ‬اكتشاف‭ “‬غايا‭ ‬بي‭ ‬اتش‭ ‬3‭” ‬كان‭ “‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصدفة‭”.‬

وكان‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ “‬كونسورتيوم‭ ‬غايا‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬علمية‭ ‬وتكنولوجية،‭ ‬يمسحون‭ ‬أحدث‭ ‬بيانات‭ ‬وفّرها‭ ‬المسبار،‭ ‬بهدف‭ ‬نشر‭ ‬الكتالوغ‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬عندما‭ ‬عثروا‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬نجمي‭ ‬ثنائي‭ ‬معين‭.‬

وقال‭ ‬بانوزو‭ “‬رأينا‭ ‬نجماً‭ ‬أصغر‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬الشمس‭ (‬نحو‭ ‬75‭%‬‭ ‬من‭ ‬كتلتها‭) ‬وأكثر‭ ‬سطوعاً،‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬جسم‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭”‬،‭ ‬يمكن‭ ‬رصده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭.‬

ويعطي‭ ‬التلسكوب‭ ‬الفضائي‭ ‬موقع‭ ‬النجوم‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬بصورة‭ ‬دقيقة‭ ‬جداً،‭ ‬لذا‭ ‬تمكن‭ ‬علماء‭ ‬الفلك‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬خصائص‭ ‬المدارات‭ ‬وقياس‭ ‬كتلة‭ ‬الجسم‭ ‬المرافق‭ ‬للنجم‭ ‬وغير‭ ‬المرئي‭. ‬ويتخطى‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الكتلة‭ ‬حجم‭ ‬الشمس‭ ‬بـ33‭ ‬مرة‭.‬

وبفضل‭ ‬عمليات‭ ‬مراقبة‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬التلسكوبات‭ ‬الأرضية‭ ‬جرى‭ ‬التأكّد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجسم‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ثقب‭ ‬أسود‭ ‬ذي‭ ‬كتلة‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬الثقوب‭ ‬السوداء‭ ‬ذات‭ ‬الأصل‭ ‬النجمي‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬درب‭ ‬التبانة‭ ‬والتي‭ ‬يراوح‭ ‬حجم‭ ‬كتلتها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬مرات‭ ‬كتلة‭ ‬الشمس‭.‬

وكانت‭ ‬اكُتشفت‭ ‬ثقوب‭ ‬عملاقة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬مجرات‭ ‬بعيدة‭ ‬عبر‭ ‬موجات‭ ‬الجاذبية‭. ‬ويقول‭ ‬بانوزو‭ “‬لكنّ‭ ‬مجرّتنا‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬اكتشاف‭ ‬كهذا‭”.‬

ثقب‭ ‬أسود‭ ‬خامل‭ ‬

‭”‬غايا‭ ‬بي‭ ‬اتش‭ ‬3‭” ‬هو‭ ‬ثقب‭ ‬أسود‭ “‬خامل‭”‬،‭ ‬فهو‭ ‬بعيد‭ ‬جدا‭ ‬عن‭ ‬النجم‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬يمكنه‭ ‬تمزيق‭ ‬مادته،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬ينبعث‭ ‬منه‭ ‬أي‭ ‬إشعاع‭ ‬من‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬رصده‭ ‬صعبا‭ ‬جدا‭.‬

ونجح‭ ‬تلسكوب‭ “‬غايا‭” ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬ثقبين‭ ‬أسودين‭ ‬غير‭ ‬نشطين‭ (“‬غايا‭ ‬بي‭ ‬اتش‭ ‬2‭” ‬و‭”‬غايا‭ ‬بي‭ ‬اتش‭ ‬3‭”) ‬في‭ ‬مجرة‭ ‬درب‭ ‬التبانة،‭ ‬لكنّ‭ ‬حجم‭ ‬كتلتيهما‭ ‬عادي‭.‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬الشمس،‭ ‬إنّ‭ ‬النجم‭ ‬الصغير‭ ‬للنظام‭ ‬الثنائي‭ “‬بي‭ ‬اتش‭ ‬3‭” “‬فقير‭ ‬جداً‭ ‬بالعناصر‭ ‬الأثقل‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬والهيليوم‭”‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أوضح‭ ‬مرصد‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬بيان‭.‬

وقال‭ ‬بانوزو‭ “‬بحسب‭ ‬النظرية،‭ ‬وحدها‭ ‬النجوم‭ ‬الفقيرة‭ ‬بالمعادن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الثقب‭ ‬الأسود‭ ‬الهائل‭”. ‬وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬بالتالي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬سلف‭” ‬الثقب‭ ‬الأسود‭ ‬كان‭ ‬نجما‭ ‬ضخما‭ ‬يفتقر‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬المعادن‭.‬

وأشار‭ ‬بانوزو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نجم‭ ‬النظام،‭ ‬والذي‭ ‬يبلغ‭ ‬عمره‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬سنة،‭ “‬يشيخ‭ ‬ببطء‭ ‬كبير‭”‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬النجم‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬الثقب‭ ‬الأسود‭ “‬عاش‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬سنة‭ ‬فقط‭”.‬

وأضاف‭ “‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬النجوم‭ ‬الفقيرة‭ ‬بالمعادن‭ ‬حاضرة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬تشكل‭ ‬المجرة،‭ ‬ودراستها‭ ‬توفر‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬تكوينها‭”.‬

ومما‭ ‬يميّز‭ ‬الثنائي‭ ‬النجمي‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬قرص‭ ‬درب‭ ‬التبانة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬للنجوم‭ ‬الأخرى‭. ‬وقال‭ ‬بانوزو‭ “‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬الثقب‭ ‬الأسود‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬مجرة‭ ‬أخرى‭ ‬أصغر‭ ‬اختفت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حياة‭ ‬درب‭ ‬التبانة‭”.‬

وعام‭ ‬2022،‭ ‬وفر‭ ‬مسبار‭ “‬غايا‭” ‬التابع‭ ‬لوكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأوروبية‭ ‬والذي‭ ‬يعمل‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬1،‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬خريطة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬لمواقع‭ ‬وحركات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1،8‭ ‬مليار‭ ‬نجم‭.‬
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى علوم الفضاء