ــ دعوات متتالية لإقرار قانون العشوائيات في العراق، بهدف معالجة المشاكل التي خلفتها التجاوزات المستمرة في السكن العشوائي، الأمر الذي أدى إلى تداعيات سلبية اجتماعية وصحية واقتصادية.

ومع تجاوز عدد مناطق السكن العشوائية في العراق آلاف التجمعات التي يسكنها ملايين الأشخاص، تبرز اهمية اتخاذ حلول جذرية وعاجلة لهذا الملف، الذي تنطوي عليه تحديات إنسانية واجتماعية وأمنية وصحية كبرى، حيث تنذر ظاهرة السكن العشوائي بمخاطر كبيرة على المستوى المعاشي والصحي، وتشكيل بؤر للفقر وانتشار الأمراض.
البرلمان ينتظر مسودة قانون العشوائيات

وأكدت لجنة الخدمات النيابية، اليوم الثلاثاء، أن مجلس النواب ينتظر وصول مسودة قانون العشوائيات من الحكومة والذي سينظم الأراضي الزراعية والتجاوزات.

وقالت عضو اللجنة مهدية اللامي في حديث لموقع المعلومة، أن “قانون العشوائيات في أروقة الحكومة ونتوقع إرساله قريبا الى مجلس النواب للإسراع في مناقشته وإقراره خلال الدورة النيابية الحالية”.

وأضافت ان “قانون العشوائيات سيعالج أزمة السكن في البلاد، والحكومة لديها توجه نحو تمليك العشوائيات لشاغليها وتقديم أفضل الخدمات لهم”.

مشيرة إلى أن “القانون يعد من القوانين المهمة التي يسعى مجلس النواب الى تشريعها خلال الدورة البرلمانية الحالية”.

وبينت ان “القانون سيعمل على تنظيم المنازل ويحد من التجاوزات، ومازال في اروقة الحكومة ومن المنتظر ارساله الى مجلس النواب”.

وكانت لجنة الخدمات النيابية قد طالبت في وقت سابق، مجلس الوزراء بالإسراع في إرسال مشروع قانون التجاوزات إلى البرلمان من أجل المضي بتشريعه.

ولم يصادق البرلمان العراقي على قانون خاص بالعشوائيات منذ عام 2017، وجرى ترحيله إلى الدورة البرلمانية الحالية حيث عُرض في قراءة أولى خلال جلسة عادية عقدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأظهرت اعتراض غالبية الكتل على بنوده.
نتائج إحصاء العشوائيات في العراق

وأظهرت نتائج إحصاءات التخطيط حول العشوائيات في العراق، أن محافظة بغداد الأعلى من ناحية التجمعات العشوائية بأكثر من 1000 تجمع سكاني، والتي تشكل نسبة 23% من مجموعها في العراق والبالغة 4679 تجمعا.

تليها محافظة البصرة بواقع 715 تجمعا، ومحافظة النجف والبالغة عددها فيها 89 تجمعا عشوائيا، ثم محافظة المثنى.

عدد سكان هذه التجمعات العشوائية في العراق يقارب 3 ملايين و725 ألف نسمة، وتقع النسبة الأكبر منهم في محافظة بغداد بواقع 846 ألف نسمة.
بناء المدن السكنية الجديدة

وفي ظل ما يعانيه العراق في مجال السكن، أعلنت وزارة الإعمار والإسكان في يونيو/ حزيران الماضي، بدء شركات متخصصة بناء 5 مدن سكنية جديدة.

ويؤكد المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار، أن “المدن هي الجواهري الجديدة في أبو غريب ببغداد، وضفاف كربلاء، والفلوجة الجديدة بالأنبار، والجنائن بمحافظة بابل، والغزلاني بالموصل”.

مشيراً إلى أن “الوزارة تستكمل الإجراءات الإدارية والقانونية لبدء التنفيذ، كما تستعد لإطلاق أعمال تنفيذ 4 مدن سكنية جديدة أخرى نهاية العام الحالي تشمل الوردي في بغداد، والمتنبي في واسط، والديوانية الجديدة، والسلام في محافظة النجف الأشرف، ما يجعل عدد المدن المقرر تنفيذها 9 تتوزع على عموم البلاد”.

ويشير الصفار إلى أن “الوزارة تسعى من خلال إنشاء هذه المدن إلى حلّ مشكلة العجز في قطاع السكن، وهي ستكون بأسعار حكومية مدعومة، ومخصصة للفئات المتوسطة وقليلة الدخل في إطار توجه الحكومة لدعم هذه الفئات، وحتمية الاستجابة إلى الحاجة الماسة إلى البناء العمودي للتعامل مع الزيادة الحاصلة في عدد السكان، والحاجة إلى تغيير أنماط البناء”.