الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إيران وإسرائيل: تل أبيب قصفت طهران في دمشق والرد حتمي ولكن متى وأين وكيف؟
تغيير حجم الخط     

إيران وإسرائيل: تل أبيب قصفت طهران في دمشق والرد حتمي ولكن متى وأين وكيف؟

مشاركة » الأحد إبريل 07, 2024 4:07 am

2.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: القاسم المشترك بين ما تسرب من معلومات لوكالة المخابرات الأمريكية «سي آي اي» والوعيد الإيراني لإسرائيل، هو أن الرد على قصف القنصلية الإيرانية بطائرات اف 35 إسرائيلية في دمشق هو أمر حتمي.

أما السؤال الذي حاولت كثير من وسائل الإعلام الغربية الإجابة عليه فهو: متى وأين سترد إيران على مقتل قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان في الحرس الثوري اللواء محمد رضا زاهدي وعدد من كبار مساعديه بستة صواريخ إسرائيلية في القنصلية التابعة لمجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية؟ وما حجم ذلك الرد الحتمي؟ وإين ستكون جغرافيته؟ هل ستكون داخل إسرائيل ذاتها أم خارجها وبالتحديد ضد أحد سفاراتها أو قنصلياتها في الخارج؟
طبعا ليست هناك إجابات واضحة إلا لدى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي أعلن أنه اتخذ قرارا بالرد وذلك تحت إشراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، وهو كان قاطعا في تهديداته حتى أنه غرد باللغة العبرية على حسابه في منصة «إكس» (تويتر سابقا) بأنه سيجعل المسؤولين الإسرائيليين يتوبون ويندمون. كذلك قال المرشد خامنئي يوم الاربعاء الماضي: «إن إسرائيل ستتلقى صفعة».
وصرح في كلمة حضرها مسؤولون كبار في طهران «هزائم الكيان الصهيوني في غزة ستستمر والكيان الغاصب يمضي نحو الزوال والانهيار وأن محاولاته المستميتة بما في ذلك تحركه الأخير في سوريا لن تغيثه من تلك الهزائم» مضيفا «لا شك، هؤلاء المجرمون سوف يتلقون الصفعة على تلك الخطوة».
كذلك هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالانتقام من إسرائيل، وقال في كلمة بثها التلفزيون الإيراني الأربعاء إن الهجوم «لن يمر من دون رد» وبالطبع سيتم الثأر والانتقام. وقال إن الهجوم أظهر أن إسرائيل لن تتورع عن ارتكاب أي «جريمة».
وكما هو معلوم فإن السيادة على السفارات والقنصليات والمراكز الدبلوماسية في الخارج هي للدولة صاحبة تلك المقرات وليس للدولة المضيفة، ولذا فإن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق يتم التعامل معه على أنه قصف لهدف إيراني على أرض إيرانية، يوازي تماما القصف في طهران أو أي أرض إيرانية أخرى.
وأحجم مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه لرويترز عن تأكيد اشتراك إسرائيل في هجوم يوم الاثنين، لكنه قال إن تجمع عدة مسؤولين إيرانيين كبار في مكان واحد أمر غير معتاد.
وقال المسؤول «أيا كان من فعل هذا، فإنه قطعا لم يرد تفويت ما بدا أنه فرصة نادرة جدا جدا». وأضاف «ليس هذا بالشيء الذي قد يفوّته بلد في حالة حرب».
لكن اللافت أن أربعة مسؤولين إسرائيليين أكدوا لوسائل إعلام أمريكية مسؤولية تل أبيب عن تدمير القنصلية الإيرانية، ولذلك لم يبق مجال للتهرب من المسؤولية، لا بل إن تل أبيب أرادت فرض معادلة جديدة مفادها أن دعم إيران لحلفائها الذين يقاتلون إسرائيل، يستتبعه رد إسرائيلي مباشر على قيادات عسكرية وأهداف إيرانية دون أي حصانة مهما كان نوعها حتى لو كانت مقرا دبلوماسيا يتمتع بالحصانة والسيادة.

المواجهة وجها لوجه

هذا الواقع جعل المواجهة بين إسرائيل وإيران علنية بالأصالة وليست مواجهة خفية بالوكالة كما كان الحال سابقا سواء في اغتيال إسرائيل علماء نوويين إيرانيين في طهران، أو قيام طهران عبر حلفائها في المنطقة بتوجيه ضربات موجعة لإسرائيل.
صحيح أن إيران كانت تحاول منع توسع دائرة الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة، أو أن تبقى تحت السيطرة رغم تمددها إلى جنوب لبنان، حيث المعركة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وكذلك إلى البحر الأحمر حيث يقوم أنصار الله الحوثيون بمنع مرور السفن المتوجهة إلى إسرائيل، لكن القصف الإسرائيلي للقنصلية في دمشق خلق واقعا جديدا وعنوانه: «المواجهة وجها لوجه». وإن أي سكوت أو تجاهل للرد سيعني هزيمة مدوية لا تقوى طهران على احتمالها، وسيضعف موقفها ودورها الذي رسخته في الإقليم وستبدو محرجة أمام أصدقائها قبل أعدائها، ولذا لا خيار أمامها إلا الرد، وعن ذلك يقول أحد أهم حلفائها في المنطقة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله: الرد الإيراني قادم لا محالة.
وبالعودة إلى أربع سنوات مضت فإنه عندما قامت طائرات أمريكية باغتيال قاسم سليماني ـ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري لدى خروجه من مطار بغداد برفقة قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، قامت إيران بالرد الصاروخي على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق رغم احتمال تدحرج النزال مع القوات الأمريكية التي نفت أي علاقة لها بالهجوم على القنصلية الإيرانية، ثم وجهت رسالة تحذير لإيران من مغبة استهداف المصالح الأمريكية.
ورغم أن طهران تلقي بالمسؤولية على واشنطن بما تقوم به إسرائيل لجهة الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لتل أبيب وخاصة في حربها على قطاع غزة، إلا أنه يمكن الجزم أن الرد الإيراني سيكون مباشرا وواضحا على إسرائيل وحدها نظرا لقناعة القيادة الإيرانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجهد لتوريط واشنطن في حرب مباشرة مع طهران، وكذلك من المتوقع أن الرد الإيراني على إسرائيل لن يكون بالواسطة عبر حلفائها في المنطقة الذين باتوا هم أيضا ينتظرون ليروا طبيعة وحجم ذلك الرد وتداعياته على المنطقة، مع إدراكهم أن الطرف الإيراني لا يتصرف باستعجال بل يأخذ وقته في إدارة معركة العض على الأصابع مع عدوه اللدود إسرائيل.

قرار إيراني واحتياط إسرائيلي

تدرك القيادة الإسرائيلية تلك الحقائق تماما ولذا قامت بسلسلة إجراءات احترازية في الداخل والخارج، حيث قال الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنه قرر تكثيف تجنيد الاحتياط في منظومة الدفاع الجوي. وفي بيان مقتضب نشره بحسابه على منصة «إكس» قال الجيش الإسرائيلي، إنه في إطار تقييمه للوضع «تقرر تعزيز وتجنيد جنود الاحتياط لمنظومة الدفاع الجوي».
من جانبها، قالت القناة «12» العبرية الخاصة، إن بيان الجيش جاء على خلفية تهديدات إيران بالانتقام. وأضافت: «التقدير في إسرائيل أن إيران ستحاول عبر فروعها في الشرق الأوسط مهاجمة إسرائيل من اليمن وسوريا ولبنان».
واعتبرت القناة أن تهديد المرشد الأعلى علي خامنئي، الثلاثاء، إسرائيل، وتأكيده بأنها «سوف تندم» أثار حالة تأهب قصوى في المؤسسة الأمنية خوفا من الانتقام الإيراني.
وأشارت إلى أنه «تم رفع حالة التأهب في مختلف المنظومات بالجيش الإسرائيلي كجزء من الاستعدادات لعمليات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو إسرائيل، حيث أصبحت الطائرات المقاتلة على أهبة الاستعداد، بما في ذلك استعدادها لتنفيذ عمليات اعتراض».
فيما نقلت القناة «12» العبرية الخاصة عن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» عاموس يادلين قوله «لن أتفاجأ إذا أطلقت إيران صواريخ مباشرة على إسرائيل».
والأربعاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد في نهاية تمرين لفحص مدى جاهزية الجبهة الداخلية المدنية في منطقة حيفا (شمال) لسيناريوهات الحرب: «علينا أن نكون متأهبين ومستعدين لكل سيناريو وكل تهديد، ضد الأعداء القريبين والبعيدين».
كذلك كثفت إسرائيل التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي GPS وقالت صحيفة «هآرتس»: «تكثفت في الأسبوع الماضي عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع التي تقوم بها إسرائيل منذ اندلاع الحرب (على غزة) وامتدت في الأيام الأخيرة إلى تل أبيب والقدس (وسط)».
وأضافت: «حتى الآن، كانت اضطرابات نظام تحديد المواقع محسوسة بشكل رئيسي شمال البلاد، من منطقة حيفا إلى الحدود اللبنانية، وأظهرت خدمات خرائط نظام تحديد المواقع للمستخدمين أنهم في بيروت».
كما «شوهدت ظاهرة مماثلة جنوب البلاد، حيث أظهرت أجهزة تحديد المواقع للمستخدمين أنهم في القاهرة» حسب الصحيفة. وفي إجراء آخر أوقف الجيش الإسرائيلي الخميس منح الإجازات لجميع الوحدات القتالية، وأضاف الجيش في بيان أنه «في حالة حرب وأن نشر القوات يخضع لتقييم مستمر وفقا للاحتياجات».
وتحدث إعلام عبري، الخميس، عن تهافت إسرائيليين على المتاجر لتخزين مواد أساسية تحسبا لتنفيذ إيران «هجوما انتقاميا» ردا على اغتيال محمد رضا زاهدي، القائد في الحرس الثوري بغارة في دمشق.
وقال موقع «واللا» الإخباري: «في ضوء خطوات الجيش الإسرائيلي واليقظة المتزايدة تحسبا لهجوم إيراني محتمل على إسرائيل، من الواضح أن المستهلكين يتهافتون على سلاسل (أفرع المتاجر) المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد».
وأضاف: «يصل المواطنون إلى المتاجر ويخزّنون الضروريات الأساسية، مع التركيز على المياه والسلع المعلبة، خوفا من سيناريو الصراع العسكري».
وتابع: «في فروع السلاسل الغذائية الكبرى لوحظ طوابير طويلة وأفرِغت الرفوف بسرعة، وأفاد مديرو الفروع بارتفاع كبير في المبيعات في الأيام الأخيرة، خاصة المنتجات الأساسية ذات العمر الافتراضي الطويل».
ولفت إلى أن بنك إسرائيل أرسل، صباح الأربعاء رسالة بريد إلكتروني إلى جميع البنوك، أشار فيها إلى «الاستعداد لموقف يزداد فيه الطلب على النقد».
وقال الموقع: «وراء الرسالة المقتضبة التي صيغت بطريقة منضبطة وشبه دبلوماسية، يكمن الخوف من قيام عامة الناس بمهاجمة أجهزة الصراف الآلي لتخزين الأموال النقدية».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير