الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مؤشرات عديدة تؤكد وقوف أمريكا خلف العملية الإرهابية في قلب موسكو.. ما هي؟ وهل سيكون رد بوتين باغتيال زيلينسكي؟ ولماذا نعتقد ان الحرب النووية باتت غير مستبعدة وربما وشيكة؟
تغيير حجم الخط     

مؤشرات عديدة تؤكد وقوف أمريكا خلف العملية الإرهابية في قلب موسكو.. ما هي؟ وهل سيكون رد بوتين باغتيال زيلينسكي؟ ولماذا نعتقد ان الحرب النووية باتت غير مستبعدة وربما وشيكة؟

مشاركة » السبت مارس 23, 2024 3:02 pm

عبد الباري عطوان
العملية الإرهابية التي استهدفت المجمع التجاري الروسي “كروكوس ستي هول” في قلب موسكو وادت الى مقتل 143 شخصا معظمهم كانوا يحضرون حفلا موسيقيا، واصابة المئات، نفذتها مجموعة مدربة عسكريا، هذه العملية جاءت نقلة نوعية في الحرب الأوكرانية، ومقدمة للتصعيد الاستراتيجي ودخول حلف الناتو رسميا فيها.
ad
عندما تحذر السفارة الامريكية في موسكو رعاياها قبل أسبوعين “من ان متطرفين لديهم خطة وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في العاصمة الروسية، بما في ذلك الحفلات الموسيقية” فان هذا دليل واضح بوقوف أمريكا خلف هذا الهجوم من الالف الى الياء، وادانتها السريعة للعملية الإرهابية مجرد دموع تماسيح، وحفنة من الأكاذيب لا تحتاج الى الكثير من التفنيد.
السيدة ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية قالت حين صدور التحذير الأمريكي “اذا كان لدى أمريكا معلومات عن اعمال إرهابية على درجة كبيرة من الخطورة، فقد كان عليها تسليمها الى روسيا”، وكان هذا التصريح اول تأكيد رسمي على وقوف الإدارة الامريكية خلف هذا الهجوم.


***
أمريكا، وبعد مرور عامين على حرب أوكرانيا بدأت تشعر بالهزيمة فيها بالنظر الى الإنجازات الروسية المتناسلة، وأبرزها السيطرة المطلقة على إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا وضمه اليها بعد استفتاء رسمي، وفشل أمريكا ودول حلف الناتو في تحقيق أي انتصار بفعل تدخلها المادي والعسكري والاستخباري، فروسيا لم تنهار، واقتصادها ما زال قويا، والثورة الملونة التي توقعوها لم تنفجر، والشيء نفسه يقال عن الانقلاب العسكري المتوقع للإطاحة بالرئيس بوتين، وما حدث هو العكس، وها هو الرئيس بوتين يفوز في انتخابات رئاسية بأكثر من 87 بالمئة وبنسبة مشاركة شعبية بلغت 74 بالمئة.
اللجوء الى العمليات الإرهابية في العمق الروسي الذي تجسد في هجوم “كروكوس ستي هول” جاء كأحد الأدلة على حالة الإحباط الامريكية، والرد عليها بتوسيع دائرة الحرب، ولكنه رهان خاسر، وقد يعزز احتمالات الحرب النووية.
الرئيس بوتين اعلن، ونحن نخط هذه المقالة، انه تم القبض على جميع المشاركين في هذا الهجوم الإرهابي وعددهم 11 إرهابيا، بينهم أربعة من المنفذين، اما السيدة مارغريتا سيمونيان رئيسة تحرير قنوات “روسيا اليوم”، ومجموعة “روسيا سيغودنيا” الإعلامية قد نشرت مقطع فيديو لاستجواب احد المشتبه بتنفيذهم الهجوم عَرَف فيه عن نفسه باسم فريدون شمس الدين من مواليد عام 1998 وانه وصل من تركيا في 4 آذار (مارس) الحالي، واعترف بتجنيده عبر “تلغرام” قبل شهر تقريبا، بعد رصد متابعته لأحد الدعاة المتشددين، فاتصل به شخص وعرض عليه 500 الف روبل (5 آلاف دولار) مقابل تنفيذ عملية قتل جماعي في موسكو، وحولوا له نصف المبلغ فورا.
السيدة سيمونيان التي قابلتها شخصيا اثناء زيارتي لموسكو، وترافقها مجموعة حراسة أمنية في كل تحركاتها، لتلقيها تهديدات بالقتل، أعربت عن اعتقادها “بان العقل المدبر لهجوم كروكوس هو النظام الاوكراني وليس “داعش” مثلما يدعي الاعلام الأمريكي”، واكد هذه الاتهامات الرئيس بوتين لاحقا بقوله ان المتورطين كانوا في طريقهم للهرب الى أوكرانيا ساعة القبض عليهم.
هذه التصريحات الروسية بتوجيه أصابع الإتهام الى أوكرانيا، ربما تمهد لرد فعل انتقامي روسي عسكري وشيك جدا، بالنظر الى التهديدات التي أطلقها ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق، ونائب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الروسي، بعد العملية الإرهابية، واكد فيها “ان روسيا ستقضي على القادة الاوكرانيين اذا تبين صلتهم بالهجوم “والموت مقابل الموت”.
لا نستبعد ان يكون رأس الرئيس الاوكراني زيلينسكي بات مطلوبا، ومن غير المستبعد ان يكون على رأس قائمة الاغتيالات الروسية المتوقعة التنفيذ في الأسابيع او الشهور المقبلة، او هكذا نفهم من تصريحات ميدفيديف وما بين سطورها.
***
الرئيس بوتين أعلن قبل هجوم “كروكوس” بيومين الحرب على أوكرانيا، وتخلى عن عبارة شن عملية عسكرية خاصة فيها، واكد مجددا انه مستعد لنشر ترسانته النووية اذا تعرضت السيادة الروسية للتهديد، وجاء هذا الإعلان ردا على تلميح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن حلف الناتو قد يرسل 90 الف جندي بكامل معداتهم الى أوكرانيا في الأيام المقبلة.
اعلان بوتين لحالة الحرب وحسب عقيدة الجيش الروسي، يعني استخدام جميع أنواع الأسلحة المتوفرة بما في ذلك الرؤوس النووية.
أمريكا المرتبكة والمهزومة في أوكرانيا والشرق الأوسط (حتى الآن) هي التي تقف خلف هذا التصعيد ضد روسيا لأنها المستفيد الأكبر من العملية الإرهابية في موسكو لتحويل الأنظار عن حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، والرد على الفيتو الروسي الصيني المزدوج الذي وأد مشروع قرارها في مجلس الامن بهدنة مؤقتة في القطاع دون أي ادانة للاحتلال، او نص صريح بإنسحاب إسرائيلي كامل، والإصرار على الافراج عن جميع الاسرى الإسرائيليين دون مقابل.
الرئيس بوتين لن يصمت على هذا الهجوم في قلب عاصمته ووسط احتفالات بالفوز بالرئاسة مدتها ست سنوات، وسيدّفع أمريكا وأوكرانيا ثمنا غاليا لهذا العدوان، وسيقترب اكثر من القضايا العربية، حسب معلومات وثيقة وصلت الينا.. والأيام بيننا.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron