الوثيقة | مشاهدة الموضوع - التنظيم محظور بالعراق .. بغداد تحسم مصير حزب العمال بعد 40 سنة حرب
تغيير حجم الخط     

التنظيم محظور بالعراق .. بغداد تحسم مصير حزب العمال بعد 40 سنة حرب

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد مارس 17, 2024 6:04 am

7.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

لأول مرة منذ تصاعد ازمة تركيا- حزب العمال في العراق قبل نحو 10 سنوات، تصف بغداد الحزب المعارض لأنقرة بانه “محظور في العراق”.

وتبدو بغداد بهذا التوصيف قد اقتربت من تنفيذ الشرط التركي لبدء الحوار في عدة ملفات، أبرزها “الحصار المائي” الذي تفرضه تركيا على العراق منذ عدة سنوات. وطالبت تركيا، اكثـر من مرة، من العراق الاعتراف بان حزب العمال الكردستاني المعروف اختصاراُ بـ”بي كي كي” بانه “منظمة ارهابية”.

وعلى ضوء تلك التطورات قد تعيد بغداد سيناريو الاتفاق الإيراني الاخير لكن مع تركيا هذه المرة، لإبعاد المعارضة عن الحدود.

وتختلف النسخة الجديدة من الاتفاق – اذا حصل- في ان بغداد ستتعامل مع مقاتلين (معارضين لأنقرة) متورطين مع فصائل في الداخل، كما ان طهران ستكون موجودة في كلتا النسختين.

واتفقت بغداد مع انقرة في مباحثات جرت في العاصمة العراقية في عطلة نهاية الاسبوع الاخيرة، على تشكيل لجان مشتركة أمنية واقتصادية.

ووصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الخميس الماضي الى بغداد برفقة وزراء ومسؤولين امنيين اتراك، والتقى مع وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الحشد فالح الفياض.

وتأتي هذه الأحداث مع احتمال زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بغداد الشهر المقبل، بعد إلغاء زيارة كانت متوقعة العام الماضي.

وتتزامن هذه الزيارة ايضا مع اعلان تركيا عن قرب تنفيذ حملة عسكرية هي الاوسع في العراق، وإنشاء منطقة عازلة في كردستان تمتد لـ40 كم.

نقطة تحول

أبرز ما نص عليه البيان العراقي- التركي في جولة الحوار الاخيرة التي جرت الجمعة الماضية، أن “تنظيم PKK يمثل تهديداً أمنيا لكل من تركيا والعراق، ومن المؤكد ان تواجد هذا التنظيم على الأراضي العراقية يمثل خرقاً للدستور العراقي. ورحبت تركيا، بحسب البيان الذي نشرته الخارجية العراقية: “بالقرار المتخذ من قبل مجلس الامن الوطني العراقي باعتبار PKK تنظيماً محظوراً في العراق”.

وهذه اول مرة تصف فيها بغداد حزب العمال بانه تنظيم “محظور”، فيما كان اردوغان قد طالب العام الماضي، من بغداد اعتبار الحزب “منظمة ارهابية”.

وعلى مدى السنوات الماضية لم ينفك الجيش التركي عن قصف ومطاردة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المنتشر على الحدود العراقية وفي منطقة سنجار.

ووفقا لتقديرات منظمات غير حكومية، فإن الهجمات التركية أودت بحياة ما لا يقل عن 129 مدنيا في شمال العراق وإصابة 180 آخرين وذلك منذ 2015 حتى تموز 2022.

وقال اردوغان في مؤتمر مشترك مع محمد السوداني، رئيس الوزراء، اثناء زيارته الاولى لانقرة في 2023: “نتوقع من أشقائنا العراقيين تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وتخليص أراضيهم من هذه المنظمة الإرهابية الدموية”. وبدى أردوغان وكانه يحاول استبدال “شهر المياه” الذي وعد به وقتذاك الحكومة العراقية من اطلاقات ماء دجلة، مقابل إعلان بغداد حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.

حينها اكتفى السوداني بعد اشكر انقرة على “شهر واحد لإطلاق الماء”، برفض “استخدام أراضيه للاعتداء على دول الجوار، أو أي مساس بالسيادة العراقية”، وفق ما نقلت عنه الوكالة الرسمية.

وتراجعت حصة العراق من المياه نحو 70% بسبب سياسات دول الجوار منها بينها تركيا، بحسب وزارة الموارد المائية.

وكان ملف المياه اضافة الى العمليات البرية التركية والقصف على قرى كردستان تحت ذريعة ملاحقة “بي كي كي” قد دفع فصائل لتهديد انقرة قبل ان يتسلم التحالف الشيعي السلطة نهاية 2022. وتنشر تركيا نحو 7 آلاف جندي وضابط يتغلغلون بعمق يصل الى 100 كم داخل الأراضي العراقية ولديهم 11 قاعدة عسكرية و19 معسكرا في العراق.

وبحسب بعض المعلومات ان “بغداد تحاول الان إبرام صفقة مع تركيا تشبه التي عقدت مع إيران العام الماضي، تمثل السلام مقابل طرد المعارضين”. وقال بيان الخارجية العراقية المشترك مع التركية الاخير انه تم: “تشاور الجانبين بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها ضد التنظيم (في اشارة الى حزب العمال) وامتداداته المحظورة الذي يستهدف تركيا من خلال استخدام الاراضي العراقية”.

وكان استنساخ الاتفاق الايراني مع تركيا يعرقله “فيتو من طهران” التي تدعم حزب العمال، بحسب بعض المصادر، وتسيطر كذلك على سنجار، شمال الموصل.

ووفق تسريبات وصلت لـ(المدى) فان الاتفاق مع تركيا قد يتضمن شرطا من ايران بـ”بقاء الوضع كما هو في سنجار” وابعاد مسلحي حزب العمال عن جبل قنديل.

سيطرة إيران والفصائل

يقول مسؤول سابق في سنجار مقرب من حزب العمال لـ(المدى) ان في اخر 40 عاما استقطب حزب العمال عناصر من جنسيات متعددة ومن بينهم مايعرف بـ”اليبشة”.

و”اليبشة” يديرون قضاء سنجار منذ 2018 كما شاركوا في مقاتلة “داعش”. ويضيف:” اليبشة، وهي وحدات مقاومة سنجار، تابعين الى الحشد الشعبي ويتسلمون رواتب من الهيئة”.

وتشن تركيا عمليات عسكرية على مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الحدود التركية وخارجها منذ عام 1983 لملاحقة حزب العمال.

ويقول المسؤول السابق ان “اليبشه ايديولوجيا تابعين لـحزب العمال الكردستاني”.

وفي 2020 أبرمت بغداد مع كردستان اتفاقية وصفت بـ”التاريخية” لاعادة تطبيع الاواضع في سنجار، لكنها تعطلت بسبب رفض المسلحين مغادرة المدينة. وقبل اسبوع علق زعيم العصائب قيس الخزعلي عن اتفاقية سنجار قائلا: “حصلت في حكومة الكاظمي وأُثبتت قانونياً انها غير قابلة للتطبيق”.

بعد عام واحد من الاتفاقية التي تعثرت، أرسل الحشد 3 الوية الى سنجار، بذريعة صد هجوم لوحت به انقرة انذاك لاقتحام المدينة.

وصل عدد المسلحين في المدينة في 2021 الى نحو “10 الاف مسلح”، بحسب ماجد شنكالي، نائب عن سنجار.

وتقول المصادر ان “طهران لن تسمح بذهاب اتفاقية العراق مع تركيا بعيدا لأنها مازالت تسيطر على سنجار، كما انها لم تطمئن حتى الان لإجراءات بغداد حول المعارضة الايرانية”.

وأعلنت بغداد العام الماضي، إبعاد المسلحين الإيرانيين المعارضين، عن الحدود، لكن إيران مازالت تريد “تسلم مطلوبين” وطرد البقية خارج العراق.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار