الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هل تتطور الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة؟
تغيير حجم الخط     

هل تتطور الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة؟

مشاركة » الثلاثاء فبراير 27, 2024 1:21 am

تشير دلائل عدة، خلال الأيام الماضية، إلى تزايد واضح، في احتمالات تحول الاشتباكات الجارية، بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إلى حرب شاملة رغم ماقيل سابقا، ضمن أوساط دولية، عن ضعف احتمالات نشوب مثل تلك الحرب.

ففي إسرائيل كما في لبنان، كما في العديد من الدول الكبرى، يجري الحديث عن احتمالات انتقال الحرب، الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، إلى جبهة أخرى وبصورة أوسع، هي جبهة الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.

ويوم السبت 24 شباط/ فبراير، قال الجنرال أهارون زئيفي فركاش، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، بالجيش الإسرائيلي (أمان) ، إنه لا مفر من العمل العسكري ضد حزب الله اللبناني، ونقلت إذاعة (ريشت بيت) الإسرائيلية، عن فركاش قوله، إن العمل العسكري ضد حزب الله اللبناني لا مفر منه، بهدف إزالة التهديد الذي يواجه مستوطني الشمال الإسرائيلي بشكل نهائي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال من جانبه يوم الخميس 22 شباط/فبراير، إن "إسرائيل مستعدة لإعادة الأمن إلى الشمال، بأي وسيلة ضرورية، وإذا لم يتم ذلك من خلال الدبلوماسية أو السياسة، فسيتم ذلك من خلال استخدام القوة العسكرية". ومضى نتانياهو قائلا : "على حزب الله أن يفهم أننا سنستعيد الأمن. آمل أن يدركوا هذه الرسالة".وقد هدد العديد من القادة الإسرائيليين عدة مرات، بإمكانية الدخول في حرب واسعة والدخول بريًا إلى لبنان، في وقت يواصل فيه حزب الله اللبناني، عملياته العسكرية ضد أهداف إسرائيلية، في عملية إسناد لحركة حماس، في حربها الدائرة ضد إسرائيل في غزة، وفي الوقت الذي حافظ فيه الحزب، على مايعرف بقواعد الاشتباك، بينه وبين إسرائيل على الحدود، عبر التركيز على اختيار أهداف محددة، فإن محللين عسكريين يرون أن الجانبين، باتا على شفا حرب شاملة، مع كسر هذه القواعد، وتزايد الاشتباكات خلال الأيام الأخيرة.

ويوم السبت 24 شباط/فبراير، قال حزب الله إنه استهدف العديد، من المواقع العسكرية، وتجمعات الجيش الإسرائيلي، و"حقق فيها إصابة مباشرة".، في حين تتواصل عمليات القصف التي تقوم بها المدفعية الإسرائيلية، وكذلك الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي، على العديد من البلدات اللبنانية جنوب لبنان.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

وفي الوقت الذي مايزال فيه بعض المراقبين في لبنان، يرون أن حربا واسعة بين إسرائيل ولبنان، ماتزال ضمن الخطوط الحمراء، وأن قوى دولية ستسعى دون تفجر الموقف، يعتبر جانب لابأس به من المحللين، أن إسرائيل ربما تهيئ المسرح بالفعل حاليا، للقيام بعملية عسكرية واسعة في لبنان.

ويستند هؤلاء، إلى التصريحات الإسرائيلية المتتالية، حول العزم على القيام بمثل تلك العملية الواسعة، كما يستندون إلى الرسالة، التي وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى مجلس الأمن الدولي، الجمعة 23 شباط / فبراير، بشأن الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان.

وقد نبه كاتس في رسالته إلى مجلس الأمن، إلى أنه إذا لم يوقف المجلس حزب الله، فإن إسرائيل ستقوم بذلك وقال إن : "إسرائيل سوف تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكرياً، في حال لم تطبِّق الحكومة اللبنانية القرار ،1701 وتمنع الهجمات من حدودها على بلاده".

واعتبر مراقبون لبنانيون، أن الرسالة تمثل تهيئة للمجتمع الدولي، وللرأي العام العالمي، لتقبل إمكانية قيام إسرائيل بعملية واسعة في لبنان، وهم يرون أن إسرائيل عازمة على ذلك، وأنها ما إن تفرغ من حربها ضد حماس، فإنها ستتحول إلى حرب شاملة ضد لبنان.

مخاوف دولية أيضا

وبجانب المؤشرات التي يجري رصدها، في كل من إسرائيل ولبنان، فإن هناك تحذيرات باتت متكررة، من قبل كل من واشنطن وفرنسا، بشأن تزايد احتمالات عمل عسكري إسرائيلي واسع في لبنان، خاصة مع تراجع حظوظ المقترحين، الأمريكي والفرنسي الأخيرين للتهدئة بين إسرائيل وحزب الله.

وقد نقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية، عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها، إن "باريس تشعر بقلق بالغ، إزاء مستوى التوتر المتزايد على حدود لبنان الجنوبية، وأنها وجّهت رسائل مباشرة، عبر قنواتها الديبلوماسية إلى الجانبين اللبناني والإسرائيلي لخفض التصعيد وتجنّب حرب لن تكون في مصلحة أي طرف".

وكان العضوان الديمقراطيان بمجلس الشيوخ الأمريكي، كريس كونز وريتشارد بلومنتال، واللذان أجريا محادثات للتهدئة، مع مسؤولين لبنانيين مؤخرا، قد قالا لوكالة "رويترز" للأنباء، إن الجيش الإسرائيلي وحزب الله، لديهما فرصة لتهدئة التوتر على الحدود الجنوبية للبنان قبل هجوم إسرائيلي محتمل.

وقال كريس كونز: "الأسابيع القليلة المقبلة، نقطة تحول حقيقية، لغزة وإسرائيل ولبنان والبحر الأحمر والعراق"، مضيفا أن إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قد تكون له "تبعات إيجابية" للبنان، وأضاف "قد يتيح ذلك فرصة لمدة 45 يوما، ويُرجح بشدة أن تكون خلال رمضان أيضا، حينما يتسنى اتخاذ الخطوات التالية، لبدء بناء الثقة التي من شأنها أن تفضي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701". وأردف قائلا: "أعتقد أنها ضرورة ملحة لكلا الطرفين أن يغتنما هذه الفرصة للتهدئة والانسحاب".
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات