الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تحديث‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
تغيير حجم الخط     

تحديث‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

مشاركة » الاثنين فبراير 26, 2024 10:50 am

لا‭ ‬يزال‭ ‬السلاح‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬الناس‭ ‬ويجري‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬نزاعات‭ ‬شخصية‭ ‬وعشائرية‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الأرياف‭ ‬فحسب‭. ‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬تظهر‭ ‬وتختفي‭ ‬بحسب‭ ‬المواسم‭ ‬والأيام،‭ ‬لكنّها‭ ‬موجودة‭ ‬وثابتة‭. ‬

هناك‭ ‬مسؤوليات‭ ‬متراتبة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬وتكون‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الركب،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬يضعها‭ ‬امام‭ ‬الواجب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬التقصير‭ ‬فيه‭ ‬بابا‭ ‬تهب‭ ‬منه‭ ‬ريح‭ ‬عاتية‭ ‬تعصف‭ ‬بأمن‭ ‬الناس‭ ‬وراحتهم‭ ‬واستقرارهم‭. ‬قبل‭ ‬قليل‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الخالدة‭ ‬بغداد،‭ ‬مواجهة‭ ‬مسلحة‭ ‬بالبنادق‭ ‬بين‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬سيارة‭ ‬وآخرين‭ ‬على‭ ‬دراجة،‭ ‬وانتهت‭ ‬بمقتل‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬برصاصة‭ ‬في‭ ‬صدره،‭ ‬وتمكن‭ ‬القاتلين‭ ‬من‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬سلاحه‭ ‬وسيارته‭ ‬والفرار‭ ‬الآمن‭ ‬أمام‭ ‬عيون‭ ‬المواطنين‭ ‬العُزّل‭ ‬يبدون‭ ‬خارج‭ ‬المنازلة‭ ‬المسلحة‭ ‬وأسبابها‭ .‬

‭ ‬نعلم‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬الداخلية‭ ‬أجهزة‭ ‬متخصصة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الاجرام‭ ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬استخبارات‭ ‬متشعبة‭ ‬وان‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬المجرمين‭ ‬ليس‭ ‬امرا‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الجريمة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السعة‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيديوهات‭ ‬صورها‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬وانتشرت‭ ‬بسرعة‭ ‬فائقة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬القاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المجرمين‭ ‬يتم‭ ‬بصمت‭ ‬ولا‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬الاعلام،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬السكنية‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬وقوع‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬سلاه‭ ‬الردع‭ ‬المعنوي‭ ‬والتعبوي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬الداخلية‭ ‬بدراسة‭ ‬الأساليب‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الجريمة،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كشفها‭ ‬وتقديم‭ ‬مرتكبيها‭ ‬للعدالة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اظهار‭ ‬عزم‭ ‬الأجهزة‭ ‬ذات‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والقانونية‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المحدد‭ ‬المعني‭ ‬بجريمة‭ ‬معينة‭.‬

بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬جرى‭ ‬عقد‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬وندوات‭ ‬بالتعاون‭ ‬من‭ ‬اكاديميين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬الجريمة‭ ‬وسبل‭ ‬مكافحتها‭ ‬الاستباقية‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬تلي‭ ‬وقوعها،‭ ‬لكنها‭ ‬ندوات‭ ‬متباعدة،‭ ‬ولا‭ ‬تحظى‭ ‬برعاية‭ ‬رسمية‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تضيع‭ ‬الأبحاث‭ ‬والمداخلات‭ ‬الجيدة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مسارات‭ ‬تنفيذية‭ ‬جيدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬نواة‭ ‬لقوانين‭ ‬مستقبلية‭ .‬

“الداخلية”‭ ‬التي‭ ‬تعتزم‭ ‬اليوم‭ ‬تجديد‭ ‬وسائط‭ ‬نقل‭ ‬أجهزتها‭ ‬بأسطول‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬الحديثة‭ ‬المطورة،‭ ‬هي‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬الى‭ ‬تجديد‭ ‬الأجهزة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالأوضاع‭ ‬البيئية‭ ‬لوقوع‭ ‬الجرائم‭ ‬وتحصر‭ ‬أوساطها،‭ ‬مع‭ ‬حصر‭ ‬السلاح‭ ‬السائب،‭ ‬وتقويم‭ ‬تجربة‭ ‬شراء‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬عملي‭ ‬كبير‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات