الوثيقة | مشاهدة الموضوع - العلماء يكتشفون «الجحيم» الأكثر اشتعالاً في الكون
تغيير حجم الخط     

العلماء يكتشفون «الجحيم» الأكثر اشتعالاً في الكون

مشاركة » الأحد فبراير 25, 2024 4:05 am

5.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: اكتشف علماء الفلك ألمع جسم في الكون، وهو ثقب أسود «جهنمي» يلتهم نجماً يومياً.

ويوصف الثقب الأسود بأنه «المكان الأكثر جحيماً في الكون» ويقع على بعد 12 مليار سنة ضوئية، وتبلغ كتلته حوالي 17 مليار مرة كتلة شمس نظامنا الشمسي.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إنه نظراً لجاذبيتها الهائلة، تنمو كتلة الثقوب السوداء عن طريق التقاط المواد القريبة، سواء كانت نجوماً أو كواكب أو حتى ثقوباً سوداء أخرى. والمادة التي يتم سحبها نحو هذا الثقب الأسود «فائق الكتلة» المعروفة باسم «J0529-4351» تشكل قرصاً ضخماً يبلغ قطره سبع سنوات ضوئية. وهذا يعادل حوالي 15 ألف ضعف المسافة من الشمس إلى كوكب نبتون.
وتم التعرف على «J0529-4351» من قبل فريق من الجامعة الوطنية الأسترالية «ANU» في كانبيرا بأستراليا، بقيادة البروفيسور المشارك كريستيان وولف.
وقال: «لقد تم تصور الجحيم على أنه مكان غير مريح للغاية، حار ومعادي للأشكال الجسدية للحياة البشرية». وتابع: «بفضل المسح الفلكي الضخم للسماء بأكملها، وجدنا الآن ما قد يكون المكان الأكثر جحيماً في الكون». ووفقا للبروفيسور وولف، ليست هناك حاجة للخوف من ثقب أسود مثل هذا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه يبعد عنا 12 مليار سنة ضوئية.
وقال: «لقد استغرق ضوء هذا الوحش أكثر من 12 مليار سنة للوصول إلينا، ما يعني أنه كان سيتوقف عن النمو منذ فترة طويلة».
ومع الأخذ في الاعتبار أن عمر الكون يقدر بنحو 13.7 مليار سنة، فإن الضوء الذي نرصده من الثقب الأسود الآن هو لقطة للكون في مرحلته «المراهقة».
وأوضح الأكاديمي: «في الكون المراهق، كانت المادة تتحرك بشكل فوضوي وتغذي الثقوب السوداء الجائعة». وأضاف: «اليوم، تتحرك النجوم بشكل منظم على مسافات آمنة، ونادراً ما تغوص في الثقوب السوداء». وتابع: «في الكون القريب نرى أن الثقوب السوداء الهائلة هذه الأيام هي في الغالب عمالقة نائمون».
وتشتهر الثقوب السوداء بأنها مصدر إلهام لأفلام الخيال العلمي، وهي مناطق من الزمكان حيث يكون سحب الجاذبية قوياً جداً لدرجة أنه حتى الضوء لا يمكنه الخروج منها. وهي بمثابة مصادر مكثفة للجاذبية التي تحوم حول الغبار والغاز، وكذلك الكواكب وحتى الثقوب السوداء الأخرى.
وغالباً ما توصف هذه الثقوب السوداء بأنها «وحوش مدمرة» لأنها تمزق النجوم وتستهلك أي شيء يقترب منها وتحبس الضوء.
وتم اكتشاف هذا الثقب الأسود- وهو الثقب الأسود الأسرع نمواً على الإطلاق- لأول مرة باستخدام تلسكوب بطول 7.5 قدم (2.3 متر) في مرصد «ANU Siding Spring» بالقرب من بلدة كونابارابران، على بعد حوالي 300 ميل من سيدني في أستراليا.
ثم استخدم فريق البحث أحد أكبر التلسكوبات في العالم –التلسكوب الكبير جداً التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي– للتأكد من الطبيعة الكاملة للثقب الأسود وقياس كتلته.
وعندما يصل تدفق الغاز والغبار إلى هذا الثقب الأسود إلى مستوى معين، يمكن أن يتسبب هذا الحدث في تكوين «كوازار» – وهي منطقة مشرقة للغاية حيث تدور المادة حول الثقب الأسود.
ويقول الباحثون إن هذا الثقب الأسود محاط بأكبر وألمع قرص من المادة الأسيرة تم اكتشافه على الإطلاق. مشيرين إلى أنه ألمع جسم تم العثور عليه حتى الآن في الكون، حيث إنه أكثر سطوعاً بـ500 تريليون مرة من شمسنا.
وقال البروفيسور وولف: «لا يمكن إطلاق مثل هذه الكمية المذهلة من الطاقة إلا إذا كان الثقب الأسود يأكل ما يعادل الشمس كاملة من المواد كل يوم».
أما لماذا لم يتم رصد هذا إلا الآن على اعتبار أنه ألمع شيء في الكون، فذلك لأن الكون «مليء بالثقوب السوداء المتوهجة». وقال الخبير: «تنتج التلسكوبات في العالم الكثير من البيانات التي يستخدمها علماء الفلك أدوات التعلم الآلي المتطورة لتدقيقها كلها».
وأضاف: «يميل التعلم الآلي، بطبيعته، إلى العثور على أشياء مشابهة لما تم العثور عليه من قبل، وهذا يجعل التعلم الآلي ممتازاً في العثور على الأقراص المتراكمة حول الثقوب السوداء، حيث تم اكتشاف ما يقرب من مليون منها حتى الآن، ولكنه ليس جيداً في اكتشاف القيم المتطرفة النادرة».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى علوم الفضاء