لندن ـ «القدس العربي»: سجلت كوريا الجنوبية حادثاً مرعباً جدد المخاوف من تمرد «الروبوت» والآلات العاملة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على البشر، وما إذا كان من الممكن أن تنفذ هذه الآلات هجمات تستهدف البشر بشكل خارج عن إرادتهم.

وفي التفاصيل التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام الغربية، واطلعت عليها «القدس العربي» فقد أفادت وكالة «يونهاب» للأنباء في سيؤول أن روبوتا سحق رجلا حتى الموت في كوريا الجنوبية، بعد أن فشلت الآلة على ما يبدو في التمييز بينه وبين صناديق المنتجات.
وكان الرجل، وهو عامل في شركة للروبوتات في الأربعينيات من عمره، يتفقد عمليات استشعار الروبوت في مركز توزيع للمنتجات الزراعية في مقاطعة جيونغ سانغ الجنوبية. وكشفت التقارير، نقلا عن الشرطة، أن الروبوت الاصطناعي، الذي كان يرفع صناديق مليئة بالفلفل الحلو ويضعها على منصة نقالة، يبدو أنه تعطل وتعرف على الرجل على أنه صندوق.
ودفعت الذراع الآلية الجزء العلوي من جسم الرجل إلى الأسفل على الحزام الناقل، ما أدى إلى سحق وجهه وصدره. وذكر التقرير أنه تم نقله إلى المستشفى لكنه توفي لاحقا.
وفي أعقاب الحادث، دعا مسؤول من مجمع زراعي للتصدير، الذي يملك المصنع، إلى إنشاء نظام «دقيق وآمن».
وقال كريستوفر أتكيسون، خبير الروبوتات في جامعة كارنيجي ميلون «إن الروبوتات لديها استشعار محدود، وبالتالي وعي محدود بما يجري حولها»، بحسب ما نقلت عنه جريدة «دايلي ميل» البريطانية.
وفي آذار/مارس الماضي، تعرض رجل كوري جنوبي في الخمسينيات من عمره لإصابات خطيرة بعد أن حاصره روبوت أثناء عمله في مصنع لتصنيع قطع غيار السيارات.
وقُتل ما لا يقل عن 41 شخصا على يد الروبوتات الاصطناعية في الولايات المتحدة بين عامي 1992 و2017 وفقا لدراسة نشرتها المجلة الأمريكية للطب الصناعي.
وكانت الروبوتات الثابتة مسؤولة عن 83 في المئة من الحوادث المميتة، ووجدت الدراسة أن «العديد من هذه الحوادث المذهلة وقعت أثناء إجراء صيانة على الروبوت».
وتتزايد المخاوف في أوساط العلماء بالعالم، كما تتصاعد وتيرة التحذيرات من أن التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى هلاك البشرية في حال فقد الناس السيطرة على «الروبوت» حيث يرى كثير من العلماء إن «الروبوت» قد يتفوق على الإنسان ويتوقف عن تلقي الأوامر منه ويبدأ بالتصرف من تلقاء نفسه، بما في ذلك شن عدوان مدمر على البشرية.
ويعتبر الملياردير الأمريكي المعروف إيلون ماسك من بين من يطلقون هذه التحذيرات، حيث دعا قبل أيام إلى وضع ضوابط للذكاء الاصطناعي، وذلك خلال قمة سلامة الذكاء الاصطناعي التي عقدت في بريطانيا على مدار يومين.
وخلال مقابلة مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قال ماسك: «سوف تكون الضوابط مزعجة.. هذا حقيقي، ولكن أعتقد أننا تعلمنا على مدار سنوات أن وجود حَكَم هو أمر جيد».
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، قوله إن الذكاء الاصطناعي هو «أكثر قوة مخلة بالنظام في التاريخ، وسوف يكون لدينا في نهاية المطاف شيء أكثر ذكاء من أذكى إنسان».
واستطرد: «نتيجة لذلك، سوف تأتي مرحلة حيث لا تكون هناك حاجة للوظائف، ويمكنك عندئذ أن تشغل وظيفة إذا كنت تريد ذلك… وليس من الواضح ما إذا كان ذلك سوف يجعل البشر يشعرون بالارتياح أم لا، ومن بين التحديات في المستقبل هو ما إذا كنا سوف نجد معنى للحياة».
وفي وقت سابق طرح مات كليفورد، مستشار سوناك تحذيرات من الذكاء الاصطناعي، واعتبر أن هذه التكنولوجيا من الممكن أن تصبح قوية بما يكفي «لقتل العديد من البشر» في غضون عامين فقط. ولفت إلى أنه حتى المخاطر قصيرة المدى كانت «مخيفة للغاية» حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على صنع أسلحة إلكترونية وبيولوجية يمكن أن تتسبب في العديد من الوفيات.
وتسود المخاوف في أوساط الخبراء من إمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي من قبل متطرفين ومخربين، وكذلك من إمكانية «تمرد» الذكاء الاصطناعي نفسه على مطوريه، وأن يتحول من تلقاء نفسه لأداة قتل.