الوثيقة | مشاهدة الموضوع - كيف ستقرأ إيران المشهد مع ترامب “قديم” و”وزير ساكت” ونتنياهو “متجمد”؟
تغيير حجم الخط     

كيف ستقرأ إيران المشهد مع ترامب “قديم” و”وزير ساكت” ونتنياهو “متجمد”؟

مشاركة » الأربعاء إبريل 09, 2025 5:00 pm

5.jpg
 
فيما كان أمامه رئيس الوزراء نتنياهو منكمشاً وصامتاً في الغرفة البيضاوية، أعلن الرئيس ترامب بأسلوبه الفظ بدء جولة محادثات مباشرة مع إيران السبت القادم. ولم يتكبد عناء ذكر أين سيجري الحوار بالضبط، ولم يشر من سيقف على رأس وفده، وما الذي ينوي تحقيقه بالضبط. لكن “إذا فشلت المحادثات”، حذر الإيرانيين، “فستدخلون إلى مشكلة كبيرة”.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يعدّ من المعسكر “المعتدل”، ادعى بأن إيران ملتزمة بالحوار، لكن الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، ملزمة في إبداء نية حقيقية للمفاوضات.

واصل ترامب تجاهل نتنياهو أمام الإعلام الأمريكي والصحافيين الإسرائيليين. كان صعباً على المرء ألا يلحظ سيماء وجه نتنياهو المتجمد. كان يمكن التخمين بأنه سمع عن خطة ترامب في الغرفة المغلقة. وعندما خرج، تلقى ضربة إثر ضربة: لا توجد خطة لتحرير المخطوفين ولا تنزيلات في خطة الجمارك، في حين يثني ترامب على أردوغان ويعلن “أحبه”، وبعامة – نتنياهو دعي “الأول” إلى البيت الأبيض لأن زعماء آخرين رفضوا المجيء.

وعندها ألقيت القنبلة: ترامب يكشف النقاب أنه بدأ بـ “محادثات مع إيران” بدلاً من إيقاع ضربة عسكرية أمريكية إسرائيلية. ولا تنسوا، ينبغي أخذ الصين وروسيا بالحسبان أيضاً بعد إيران. فلئن كانت إيران تتخذ في واشنطن صورة عدو وقسم كبير من سكانها معنيون ومتطلعون بالتحرر من التيار المحافظ، فإن حركة فظة بالقدم الأمريكية قد تجند مساعدة أجنبية. أما موسكو، حتى وإن كانت مردوعة من إيران، فهي ملتزمة. والصين، ليس أقل. هذه هي الصلة التي تنشأ في إيران: الوفد الأمريكي (ويتكوف) في غرفة، والوفد الإيراني (عراقجي) في غرفة أخرى، ودبلوماسيون عُمانيون ينقلون الرسائل بين الطرفين. لاحقاً -كما يشرح الإيرانيون- ستكون طهران منفتحة على مفاوضات مباشرة.

غير أن العلاقات الطيبة مع إسرائيل تستبعد أبو ظبي. الصحيفة الإيرانية “نور نيوز” تتهم ترامب الآن بمحاولة إدارة “مفاوضات نفسية” من بعيد تحت غطاء دبلوماسي. تحتاج الإدارة الأمريكية التغلب على كل المصاعب والتعقيدات، وليس لديها مفاوضون مع تجربة طويلة مع إيران.

لنتحدث قليلاً عن الوساطة العُمانية: وزير الخارجية بدر البوسعيدي من العاصمة مسقط، هو دبلوماسي قديم، وخبرته الأبرز هي صمته. الوزير الوسيط لا ينبس -وعن قصد- بأي كلمة زائدة. أما ترامب بالمقابل، فحرص أمس على إطلاق تصريح قال فيه “نحن أصدقاء إسرائيل”، وأضاف: “من الشرف أن نكون أصدقاء إسرائيل”. ماذا يعني هذا؟ الترامبية تطلق النار في كل الاتجاهات.

بالتوازي، قررت إيران تحذير سلسلة من الدول العربية من السماح لطائرات أمريكية في أراضيها. بين المحذرين – الكويت، قطر، العراق، البحرين وتركيا، الذين قالوا “لم نتلق تحذيراً من هذا النوع”. أما وزير الخارجية الإيراني، فقد حرص على تبتيل التفاؤل الحذر جداً بتحذير “هذه بالتأكيد فرصة، لكنها اختبار أيضاً”.

رغم كل شيء، فإن خيار الضربة العسكرية الأمريكية الإسرائيلية لم تشطب عن جدول أعمال بالتأكيد. ترامب، مثل ترامب، غير متوقع. حتى لو تحدث الآن عن محادثات مع إيران، الكفيلة بأن تؤدي حتى إلى اتفاق يشطب العقوبات الاقتصادية، فإن الخيار العسكري لم يختفِ ولم يشطب. في السلة الأمريكية الكثير من المفاجآت السيئة لإيران.

هل يمكن لإيران التصدي للهجوم؟ هذا منوط بقوتها وبأهدافها. إذا كان الحديث يدور عن سلسلة هجمات متزامنة على ثلاث أو أربع منشآت نووية، في تقسيم للمهام بين الطائرات الأمريكية وطائرات سلاح الجو، فإن إيران أغلب الظن ستتمكن من التصدي.

لكن إذا كان الحديث يدور عن هجوم متداخل ضد هرم النظام الإيراني، من الحرس الثوري والجيش ومؤسسات الحكم، فهذه قصة أخرى. ضربة كهذه قد تخرج الجمهور الإيراني لموجة مظاهرات جديدة ضد النظام، هذه المرة بمساعدة من الخارج.

مرت ثماني سنوات منذ بدأت ولاية ترامب الأولى. استغرق الرئيس ثماني سنوات لتغيير الاتجاه والإعلان عن مباحثات مباشرة تجري الآن، على حد زعمه، بين محافل أمريكية ونظرائها الإيرانيين. وهاكم الانفجار المزدوج – إيران مصممة على إنهاء الحصار الاقتصادي. والولايات المتحدة تقاتل لوقف إنتاج القنبلة النووية وإجبار إيران على الخروج من الغموض النووي. حسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية الأخيرة، اقتربت إيران جداً من استكمال الهدف، مسألة أسبوعين، وبضعة أيام قليلة لعملية تركيب القنبلة النووية. مسألة وقت.

سمدار بيري

يديعوت أحرونوت 9/4/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الصحافة اليوم