الوثيقة | مشاهدة الموضوع - العراق: مظاهر سياسية خلال زيارة «الأربعين»… والصدر يرفض «عسكرة المراقد»
تغيير حجم الخط     

العراق: مظاهر سياسية خلال زيارة «الأربعين»… والصدر يرفض «عسكرة المراقد»

مشاركة » السبت أغسطس 16, 2025 1:49 pm

6.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي لم تشهد فيه زيارة «الأربعين» في محافظة كربلاء العراقية، تسجيل أي خرق أمني، وجرت مراسمها بانسيابية عالية، على المستويين الأمني والخدمي، غير أن جملة حوادث حملت طابعاً سياسياً رافقت مراسمها، أبرزها انتشار «وسم» فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه الزائرون وهم يمثلون بأيديهم حركة مرتبطة بسقوط الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، تزامناً مع دخول مجسمات للصواريخ وطائرات مسيرة إلى داخل مرقد الإمام الحسين، فضلاً عن ترديد شعارات حملت طابعاً سياسياً.

إيماءة

وانتشر على منصات التواصل «تريند» الصواريخ، يظهر فيه الزوار وهم يشيرون بأيديهم بإيماءة تُبين انطلاق وهبوط الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في الحرب الأخيرة بين الطرفين.
كما وثق مدونون مشاهد مصورة لدخول مجاميع تحمل مجسمات صواريخ وطائرات مسيّرة، إلى داخل مرقد الإمام الحسين (ع).
زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عبر عن رفضه لهذه المظاهر، قائلاً في رسالة قصيرة بخط يده نشرتها منصات مقربة من التيار: «عسكرة المراقد ممنوعة».
كذلك، انتقد عضو مجلس النواب، النائب رائد المالكي، إدخال فعاليات وصفها بـ«الغريبة» و«التريندات» ضمن شعائر أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، محذراً من أنها قد تسبب «مشاكل مستقبلية».
وقال في «تدوينة» له، إن «عتبنا على إدارة العتبتين المقدستين، كيف سمحت بزج هذه الأمور في شعيرة زيارة الأربعين».
وأضاف أن «فتح الباب أمام هذه الفعاليات والـ(تريندات) وأمور لا علاقة لها بمراسم الزيارة، سيسبب مشاكل لاحقًا، إذ قد يسعى كل طرف لتمرير رسائله الخاصة على حساب رسالة الأربعين، وعند منع فعل معين سيُقال: لماذا سُمح بغيره ومنع هذا؟».
يتزامن ذلك مع كشف وسائل إعلام إيرانية، عن اعتقال القوات الأمنية العراقية 50 زائرا إيرانيا بسبب رفعهم «شعارات معادية لإسرائيل» في المراقد المقدسة في كربلاء، وفقًا لتقرير «مقر الأربعين» الإيراني الرسمي.
وطبقاً للمصادر فإن «الشرطة العراقية اعتقلت 50 من الحجاج الإيرانيين لترديدهم شعارات معادية لإسرائيل في مرقد الإمام الحسين، وتم اعتقالهم من داخل المرقد، بينما كان ملايين المسلمين الشيعة يتجمعون لإحياء ذكرى الأربعين السنوية».
وقال مسؤولون في «مقر الأربعين»، وهي المنظمة المسؤولة عن تنسيق الخدمات للحجاج الإيرانيين خلال المراسم، إن «قوات الأمن العراقية أطلقت سراح الأفراد المعتقلين بعد الحصول على تعهدات منهم بعدم تكرار مثل هذه الأفعال، وجاء الإفراج بعد مشاورات بين السلطات العراقية ومسؤولين إيرانيين».
وقالت «هيئة الأربعين المركزية»، إن «الهتافات السياسية محظورة في العتبات المقدسة الشيعية في العراق، وتهدف القيود إلى الحفاظ على النظام ومنع التوترات السياسية من تعطيل الأماكن الدينية».
في الأثناء، وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في ساعة متأخرة من ليلة الخميس/ الجمعة، بتهيئة المطارات والمنافذ الحدودية لتسهيل مغادرة الزوار الأجانب، معبراً عن رفضه لظاهرة الشعارات السياسية واستغلال الزيارة.

مجسّمات لصواريخ وطائرات مسيّرة… ونائب ينتقد الفعاليات ويصفها بـ«الغريبة»

وقام بزيارة إلى مقر قيادة العمليات المشتركة في بغداد، وتابع عبر دائرة تلفزيونية، «سير الخطط الأمنية والخدمية الخاصة بالزيارة الأربعينية، مع وزراء الداخلية والصحة والكهرباء والنقل ومحافظي كربلاء وبابل والنجف ورئيس هيئة الحج والعمرة ورئيس اللجنة الخدمية للزيارات المليونية، وبحضور نائب قائد العمليات المشتركة وعدد من القادة الأمنيين»، حسب بيان لمكتبه.
ونقل البيان عن السوداني قوله، إن «أكثر من 4 ملايين زائر أجنبي دخلوا العراق للمشاركة في مراسم الزيارة الأربعينية، وأكثر من 3 ملايين منهم غادروا البلاد»، مؤكدا «تعزيز خطة النقل، وإن تكون هناك متابعة دقيقة لنقل الزائرين من محافظتي كربلاء والنجف إلى المحافظات الأخرى».
وأضاف: «نوجه بتهيئة المطارات والمنافذ الحدودية، واستنفار جميع الموظفين لتسهيل عملية مغادرة الزوار الاجانب، ويجب تركيز الجهد المكثف ومراجعة الخطط لمنع وقوع حوادث مرورية، وتأمين انسيابية عودة الزوار إلى مناطقهم». ولفت إلى أن «الجهد الاستخباري في تأمين الزيارة مميز، ووجوب استمراره لما بعد الزيارة»، معتبرا أن «ظاهرة الشعارات السياسية واستغلال الزيارة مرفوضة بشكل قاطع، ويجب منع دخول المواكب العسكرية».
كما وجه بـ«تكثيف الجهود لإكمال الطرق والمشاريع الخدمية المتعلقة بالزيارات المليونية، والتي أنجزنا نسبة كبيرة منها والمتبقي قيد التنفيذ»، مؤكدا على «التعاون الواسع مع المواكب الحسينية التي قدمت صورة من صور البذل والعطاء، وهم السبب الرئيسي في إنجاح الزيارة، ونؤكد على دور فرق الدفاع المدني وضرورة مراجعة إجراءاتها وخططها لمنع وقوع الحوادث».
ووجه أيضا بـ«تكامل العمل بين الأجهزة الأمنية والخدمية والصحية لتسهيل حركة الزائرين وأصحاب المواكب»، معربا عن شكره «لمن ساهم بهذا الجهد الإيماني والإنساني، من وزارات أمنية ومدنية وكذلك العتبات الدينية المقدسة والحكومات المحلية».
وحسب تصريحات مسؤولين محليين في كربلاء، فإن عدد الزائرين الوافدين إلى المدينة بلغ أكثر من 23 مليون شخص، وإن الزيارة بلغت ذروتها من مساء الخميس حتى بعد ظهر الجمعة.
وطبقاً للعميد مقداد ميري، المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، فإن العراق استقبل خلال الزيارة «أكثر من أربعة ملايين زائر عربي وأجنبي، إلى جانب ملايين الزائرين العراقيين»، مشيراً إلى مشاركة (527.078) ضابطًا ومنتسبًا وموظفًا في تأمين الزيارة، مدعومين بأسطول من (18.873) عجلة متنوعة الاستخدامات، موزعة بين العجلات الميدانية، والحافلات، وعربات الإسعاف، ووحدات الـK9، وعجلات الاتصالات، والآليات الهندسية، والدوريات، و«السونارات»، وفِرق الإطفاء. كما تم تأمين (93) محورًا و(110) مقرات مسيطرة، وإنشاء آلاف نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة ونقاط التفويج.
وذكر في بيان صحافي أمس، إنه «على المستوى الاستخباري، عولجت (69) معلومة أمنية، وتم تفعيل مصادر المعلومات، ومتابعة الخلايا المشبوهة، إلى جانب استخدام منظومات المراقبة الثابتة والمتحركة والطائرات المسيّرة. كما تم تأمين ما يقارب (150) ألف موكب حسيني، بالتنسيق مع وزارة الصحة التي كما شاركت القطعات والأجهزة الأمنية بـ (874) مفرزة طبية وعجلات إسعاف وإنقاذ».
جاء ذلك تأكيداً لما أعلنه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، مساء الخميس، بـ«عدم تسجيل أي خرق أمني يذكر» خلال زيارة «الأربعينية».
واعتبر ذلك انعكاساً لـ«الجاهزية العالية والانضباط المهني للقوات المكلفة»، مضيفا: «يؤكد العراق مجدداً قدرته على إدارة اكبر التجمعات البشرية في العالم بروح المسؤولية والإيمان».
وأضاف في بيان صحافي: «لقد واجهنا تحديات عدة أريد منها أن تنال من أمن الزيارة والزائرين، إلا أن يقظة القوات الأمنية حالت دون ذلك»، مردفا: «نجحنا في تنظيم عملية التفويج العكسي وعودة الزائرين بسلام رغم الضغط الكبير على المنافذ الحدودية بدخول أعداد كبيرة في فترة قصيرة».
واعتبر أن «مرونة الخطة المرورية لهذا العام وعدم إجراء أي قطوعات ونصب رادارات على الطرق الدولية السريعة وتعزيز الموارد البشرية، أسهم بشكل كبير في انخفاض الحوادث المرورية بنسبة 26٪ وانخفاض معدل الوفيات بنسبة 55٪ وانخفاض عدد الإصابات لنسبة 36٪»، لافتاً إلى «الابتعاد عن المظاهر المسلحة وعسكرة المدن وجعل مركز مدينة كربلاء منزوع السلاح، مما انعكس إيجابا على الصورة المشرقة لاستقرار الوضع الأمني في البلاد».

مروّج لأفكار البعث

وفي الموازاة، أحبطت قوة من «الحشد الشعبي»، محاولة تسلل أحد المروجين لأفكار حزب «البعث» المحظور إلى مدينة كربلاء.
وأكدت فرقة العباس القتالية أن «قوات الأمن الوقائي التابعة لها تمكنت من إلقاء القبض على أحد المروجين لحزب البعث المحظور، أثناء محاولته دخول مدينة كربلاء المقدسة برفقة الزائرين».
وأوضحت الفرقة المقربة من المرجعية الدينية الشيعية، أن «العملية جرت بعد استدراج المتهم عبر الجهد الالكتروني قبل تسليمه رسمياً إلى استخبارات الحشد الشعبي»، معتبرة أن «هذه الخطوة تأتي ضمن الإجراءات الأمنية المشددة التي تنفذها فرقة العباس القتالية لضمان حماية مراسم زيارة الأربعين والحفاظ على أمن الزائرين وسلامة أجواء الزيارة».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات