واشنطن – رأي اليوم- خاص
الإشارات التي تصل كل من القاهرة وعمان من شخصيات رسمية مقربة جدا من مكتب وطاقم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولاحقا من ” القنصل العام المعين للسعودية في القدس” السفير نايف بن بندر السديري تعيد التأكيد على “ثبات وصلابة” الموقف السعودي وعدم التراجع عنه فيما يخص أي ضغوط يمكن أن يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص “تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
كلف السفير السديري فيما يبدو وبصفته ممثلا لخادم الحرمين في مدينة القدس بالتواصل مع شخصيات “أردنية وأخرى فلسطينية” للتأكيد على الثوابت السعودية .
وقبل يومين نشرت صورة تضمنت إستقبال السديري من جهة رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي.
ad
وأوصلت شخصيات سعودية بارزة محسوبة على مكتب ولي العهد بعض الرسائل مؤخرا لأطر سياسية في مصر والأردن تعيد تثبيت الموقف السعودي من إقتراحات الرئيس ترامب بخصوص “تهجير الفلسطينين” من قطاع غزة أو الضفة الغربية بالإشارة إلى ان الموقف الرسمي العميق للدولة السعودية هو ما ورد حصرا في بيانين صدرا عن “الخارجية السعودية” بعلم وتوجيهات الأمير بن سلمان.
ضمنا طلب موفودون سعوديون لفت نظر دوائر صناعة القرار في عمان والقاهرة ورام ألله إلى ان المملكة العربية السعودية قرارها واضح ودائم ومستمر وهو أنها لن توقع إتفاقية تطبيع علاقات مع الكيان الإسرائيلي إطلاقا إلا في ظل “موقف عربي موحد” وبعد قيام دولة فلسطينية.
وطلبت الأوساط السعودية من بقية الأطراف في فلسطين ومصر والأردن “التصرف على هذا الأساس” مع الأمريكيين والإسرائيليين وهو أساس يعتبر الموقف السعودي ثابت ولا يمكنه أن يتغير ،الأمر الذي قدم مساهمة نشطة في إصدار بيانات مباشرة من الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي ترفض جملة وتفصيلا أي سيناريو لقبول لاجئين فلسطينيين جدد.
لا بل يزيد الجانب السعودي خلف الأضواء والكواليس إشارات تم تفكيكها مؤخرا بعنوان إستعداد بن سلمان لدعم خطة عربية شاملة أساسها “دعم وإسناد صمود الشعب الفلسطيني”.
ولأول مرة يعتقد بأن المفهوم السعودي قد يشمل تقديم دعم مالي لتعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على مجابهة خطط التهجير فيما طلبت دوائر سعودية إعتبار “الموقف السعودي” المعلن عبر بيانات وزارة الخارجية”حاسم وحازم ونهائي” لا بل غير قابل للتفاوض.
وتحاجج دوائر سياسية مطلعة في واشنطن بأن المواقف الرافضة في عمان والقاهرة ولأول مرة مدفوعة بضمانات سعودية لسيناريو التصدي الأردني والمصري لرفض المتاجرة بملف التهجير ويتردد أن الرياض أبلغت البلدين بأن الأمير بن سلمان شخصيا سيدعم كل أصناف الدعم المواقف الأردنية والمصرية الرافضة لمخططات الرئيس ترامب.
الأوضح أن مستشاري بن سلمان طلبوا من شخصيات سياسية أردنية ومصرية الإنتباه لأن العلاقات الطيبة بين الرئيس ترامب والأمير بن سلمان ينبغي أن لا تؤخذ بالإعتبار فيما يخص القضية الفلسطينية والمحاور الأساسية بمعنى أن السعودية طلبت أن لا تكون تلك العلاقات عائقا أو تستعمل كذريعة للتقارب من بن سلمان أو ترامب أو “التكيف” مع مسارات التهجير وتقديم تنازلات لأن السعودية تفصل تماما ما بين علاقاتها الثناية ومصالحها مع الأمريكيين وبين مواقفها من القضية الفلسطينية.
أفاد مسئولون سعوديون كبار بأن سقف السعودية كان ولا يزال “وثيقة المبادرة العربية” مع الأمل بأن تستخدم أطراف اخرى بما فيها السلطة الفلسطينية المصالح الأمريكية السعودية في محور إتخاذ قرارات مستقلة ورافضة للتهجير .