الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إنذار أمريكي من تأثير نفوذ طهران على علاقات بغداد مع أربيل
تغيير حجم الخط     

إنذار أمريكي من تأثير نفوذ طهران على علاقات بغداد مع أربيل

القسم الاخباري

مشاركة » الجمعة مايو 23, 2025 1:05 am

7.png
 
أثار تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ماركو روبيو، بشأن تصاعد النفوذ الإيراني في العراق واعتباره “يشكّل تهديداً جدّياً للمصالح الأمريكية”، قلقاً من قرب الاستدارة الأمريكية نحو العراق للتعامل معه وفق علاقة جديدة لا يستبعد فيها اتخاذ “إجراءات لازمة” على البلاد.

وفي شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، ذكر روبيو، أمس الأربعاء، أن “نفوذ إيران في العراق شهد تزايداً واضحاً، وتسرّب إلى مفاصل الحكومة، مما يشكّل تهديداً جدّياً للمصالح الأمريكية.

وقد ظهر ذلك في مواقف الفصائل التي سبق أن هاجمت المصالح الأمريكية داخل العراق، وتستعدّ لتكرار ذلك مستقبلاً”.

“لا تدخل” بالقرار العراقي

وبينما يرى مراقبون أن هذه التصريحات هي مؤشر على مجموعة أمور، يعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي نعمة البنداوي، أنها “تصريحات غير موفقة، حيث إن العراق فيه حكومة منتخبة من البرلمان المنتخب من الشعب، لذلك واقع الحال يدل على عكس ما تحدث به الوزير الأمريكي”.

واضاف البنداوي أن “هذه التصريحات لم تكن مفاجئة، وهي ليست بجديدة، إذ سبق وأن تم التصريح بها، رغم أن العراق يبسط سيادته على الأرض العراقية ولا توجد تدخلات لدول الجوار في القرارات العراقية، كما أن العراق لا يسمح بأي تدخلات في شؤونه الداخلية من قبل أي طرف”.

واكد النائب، أن “العراق بدأ في استعادة عافيته بالانفتاح على دول الجوار والإقليمية وعلى مستوى المجتمع الدولي، وذلك على أساس المصالح المشتركة، كما تلعب الحكومة العراقية دوراً في تقريب وجهات النظر بين شعوب المنطقة من أجل إحلال السلام، وفي الدرجة الأولى بتحسين العلاقة مع دول الجوار”.

“تهديدات جدية”

عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وفاء كريم اتفق، مع النائب البنداوي، بأن “المطالب الأمريكية بإنهاء النفوذ الإيراني في العراق ليست بجديدة، بل هي مستمرة منذ سنوات وخاصة ما يتعلق بالمساعدات اللوجستية للفصائل المسلحة والميليشيات التي شكلت خطراً على المصالح الأمريكية وحلفاءهم”.

واوضح كريم أن “إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبنت مشروع تحرير العراق من إيران وحصر السلاح بيد الدولة ونزع السلاح من الميليشيات والفصائل، خاصة وأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعد في أكثر من مناسبة بإنهاء الفصائل والميليشيات ودمجهم مع القوات المسلحة”.

واشار كريم إلى أن “هذه المطالبات الأمريكية تدخل في الصفقة النووية مع إيران بضرورة التخلي عن حلفائها في المنطقة، لذلك يجب على العراق الرضوخ في ظل الوضع الراهن والمتغيرات الأمنية والجغرافية التي حصلت وضعف الهلال الشيعي في المنطقة”.

وحذر من، أن “التهديدات الأمريكية جدية لكنها دائماً ما تنتظر أولاً طبيعة المعالجة من الجانب العراقي، وفي حال لم يتم حل هذه الميليشيات والفصائل وإنهاء تهريب النفط والدولار إلى إيران، فمن المتوقع اتخاذ إجراءات لازمة على العراق”.

ما وراء الموقف الأمريكي؟

من جهته، رأى أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية ورئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، أن “التصريحات الأمريكية تؤشر على أن إيران لا تزال تمتلك تأثيراً كبيراً على الداخل العراقي، كما أنها تأتي في إطار رؤية أمريكية لم تفصل العراق عن إيران، كما في المذكرة الرئاسة للأمن القومي التي تم من خلالها إعادة الضغوط القصوى على إيران، وأُدرج العراق ضمن هذه المذكرة”.

واضاف الشمري ، أن “هذه التصريحات تؤشر على أن حكومة محمد شياع السوداني لم تستجب للاشتراطات الأمريكية في قضية إنهاء التمدد الإيراني في مؤسسات الدولة أو حلفاءهم في السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وإخفاق أو عجز الحكومة عن تفكيك السلاح وإنهاء عمل الميليشيات في الداخل العراقي، والتهديد بالاستمرار في استهداف المصالح الأمريكية”.

ونتيجة لذلك، ذكر الشمري، أن “الجانب الأمريكي يجد أن العراق وفق هذه التركيبة، يمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي الأمريكي”.

وتابع: “كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن هناك تأثيرات إيرانية كبيرة تُعيق تطور العلاقة ما بين بغداد وأربيل، في ظل وجود محاولة لإعاقة تنفيذ الاتفاقات الأخيرة التي أبرمتها حكومة إقليم كوردستان خاصة في مجال الطاقة، ما يهدد المصالح الأمريكية”.

واعتبر الشمري، أن “مثل هكذا تصريحات سيكون لها أثر كبير على العلاقة بين بغداد وواشنطن، خاصة وأن مستوى وطبيعة هذه العلاقة لم يتضح إلى الآن، ما قد يعطي مؤشراً على قرب الاستدارة الأمريكية نحو العراق على مستوى السياسة مع العراق أو ما يرتبط مع حكومة السوداني أو حتى مع الفصائل المسلحة”.

وكان وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ماركو روبيو، أكد في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، بأن “على العراق أن يحترم كيان الحكم الذاتي لإقليم كوردستان، وأن يلتزم كذلك باحترام الشركات الأمريكية التي تزاول نشاطها هناك”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت أبدت فيه وزارة النفط العراقية، أول أمس الثلاثاء، اعتراضها على إبرام اتفاقات بين حكومة إقليم كوردستان والشركات الأمريكية في قطاع الطاقة التي جرى توقيعها الاثنين الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وردت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كوردستان، أول أمس الثلاثاء، على وزارة النفط العراقية، مؤكدة أن الاتفاقيتين المبرمتين مع شركتي HKN وWesternZagros الأمريكيتين ليستا جديدتين، وقد تم تصديقهما سابقاً من قبل المحاكم العراقية باعتبارهما قانونيتين ولا تشوبهما أية إشكالات.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار