نيويورك – رويترز: انخفضت أسعار النفط أمس الأربعاء بعد أن أشارت بيانات حكومية أمريكية لارتفاع مخزونات النفط الخام والوقود قبل توقيت يزداد فيه معدل قيادة السيارات في فصل الصيف في الولايات المتحدة، مما يرفع الطلب.
وفي وقت سابق أمس ارتفعت أسعار النفط بنحو واحد في المئة بعد أن أفادت أنباء بأن إسرائيل ربما تجهز لتوجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية مما أثار مخاوف تتعلق بتعطل الإمدادات من الشرق الأوسط.
وبحلول الساعة 1452 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي ثمانية سنتات إلى 65.30 دولار للبرميل. ونزلت أيضاً عقود خام القياس الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) ثلاثة سنتات إلى 62 دولارا.
وقالت «إدارة معلومات الطاقة» أمس إن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت 1.3 مليون برميل إلى 443.2 مليون في الأسبوع المنتهي في 16 مايو/أيار، كما ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 800 ألف برميل ومخزونات نواتج التقطير بنحو 600 ألف برميل.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى بنك «يو.بي.إس» السويسري «أشار تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير، وهو ما لم يلق إعجاباً في السوق». وأدت البيانات إلى تراجع أسعار النفط بعد صعودها بعد أن نقلت شبكة «سي.إن.إن» أمس الأول عن مسؤولين أمريكيين مُطَّلِعين قولهم إن معلومات مخابراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية.
وأضافت الشبكة الإخبارية نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح ما إذا كان قادة إسرائيل اتخذوا قراراً نهائياً.
وقال خبراء إستراتيجيات السلع في بنك «آي.إن.جي» الهولندي أمس «مثل هذا التصعيد لن يعرض الإمدادات الإيرانية للخطر فحسب، بل سيعرض أجزاء كبيرة من المنطقة للخطر أيضاً».
وقال ستونوفو إنه بالنظر إلى أن إيران تصدر أكثر من 1.5 مليون برميل يومياً، فقد ساهمت المخاوف من تعطل الإمدادات في ارتفاع الأسعار.
وإيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، وربما يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى تعطل إمداداتها من الخام.
وهناك أيضاً مخاوف من احتمال رد إيران، في حال مهاجمتها، بمنع تدفقات ناقلات النفط عبر مضيق هرمز بالخليج الذي تصدر من خلاله السعودية والكويت والعراق والإمارات النفط الخام والوقود.
وقالت بريا واليا المحللة لدى «ريستاد إنِرجي» الاستشارية النرويجية «إذا تصاعدت حدة التوتر فمن المرجح أن نشهد تحولات تجارية مؤقتة أو انخفاضاً في الإمدادات بنحو 500 ألف برميل يومياً وهو أمر قد تعوضه أوبك سريعاً».
وعقدت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المحادثات هذا العام حول البرنامج النووي الإيراني، وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات أشد على صادرات النفط الخام الإيرانية لإجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية.
ورغم هذه المحادثات، أدلى مسؤولون أمريكيون والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتعليقات أمس الأول تشير إلى أن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى حل.
وكشف مصدر في قطاع النفط والغاز أمس الأول عن أن إنتاج قازاخستان من النفط زاد اثنين في المئة في مايو/أيار، وهي زيادة تتحدى ضغوط تحالف «أوبك+» لخفض إنتاجها.