القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
شهدت القمة العربية في بغداد اليوم غياب أكثر من نصف قادة الدول العربية، وكان أبرز الغائبين: ملك السعودية وولي عهده ورئيس الإمارات وأمير الكويت ورئيس تونس وتونس ورئيس الجزائر وملوك (الأردن والبحرين والمغرب).
ad
القمة عقدت على وقع الصواريخ والطائرات والقنابل التي لم تتوقف على غزة وأبنائها، وجاءت كلمات أصحاب الجلالة والفخامة والسمو باهتة لم تزد المشهد إلا بؤسا.
اللافت أنه في الوقت الذي صب فيه رئيس وزراء إسبانيا جام غضبه على إسرائيل وممارساتها الإجرامية في غزة، مؤكدا إعداد مشروع قرار بالجمعية العامة للأمم يطالب إسرائيل بوقف هجماتها والسماح بإدخال المساعدات لغزة، هاجم أمين عام جامعة الدول العربية جماعة الحوثي بسبب انفرادها بالقرار في اليمن.
أمين عام جامعة الدول العربية لم ينس أن يشيد بتاريخ الجامعة العربية العريق (8 عقود).
ad
أبو الغيط كرر المكرر وقال إن متطرفي اليمين «الإسرائيلي» يمارسون إبادة جماعية ضد فلسطين، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة في الجامعة العربية.
كالعادة امتلأت كلمة الأمين العام للجامعة العربية بالأخطاء اللغوية الفادحة.
رئيس وزراء إسبانيا قالها صراحة: “فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يجري في غزة والضفة لا يمكن غض الطرف عنه في أوروبا والعالم”.
الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أمام قمة بغداد إنها تنعقد في ظرف تاريخي حيث تواجه المنطقة تحديات معقدة وظروفا غير مسبوقة، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمر بأشد مراحلها خطورة ودقة.
وقال إن الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية تهدف لإنهاء وجوده في قطاع غزة، لافتا إلى أنه تعرض لعملية تدمير واسعة بهدف تهجير أهله قسرًا.
وقال إن آلة الحرب الإسرائيلية لم تترك حجرًا على حجر ولم تترك طفلًا ولا شيخًا إلا واستهدفته.
وثمّن السيسي جهود الرئيس ترامب الذي نجح في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار لم يصمد أمام العدوان المتجدد حسب قوله، مطالبا ترامب بالتدخل لوقف إطلاق النار في غزة.
من جهته جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبته لحركة حماس لتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
ما خلصت إليه قمة بغداد وما جاء على ألسنة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو يؤكد مقولة سعد زغلول الشهيرة ( صفر+ صفر+صفر= صفر) في إشارة منه إلى أن العرب مجموعة أصفار.
أستاذ الفلسفة د.نصار عبد الله قال لـ”رأي اليوم” إنه لم يعول مطلقا على أي قمة عربية ، مذكّرا بقول الشاعر القديم: لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
في سياق المأساة الفلسطينية قال المستشار حسن أحمد عمر الخبير في القانون الدولي إن التوقيت مناسب الآن ليوجه الرئيس السيسي في مؤتمر صحفى عالمى إنذارا لحكومة نتنياهو بضرورة وقف حرب الابادة على غزة والضفة خلال 24 مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، فإن لم تنفذ ذلك فيتم تكليف الجيش المصرى بإدخال المساعدات الإنسانية بحماية الجيش المصرى ويكلف الجيش بتوزيعها على سكان غزة.
وأضاف قائلا: “ولوقف هجمات الحوثى على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والتى تؤثر سلبا على حركة السفن في قناة السويس ..فإن مصر تعلن تعليق حكم المادة الخامسة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومن ثم تمنع السفن والبضائع الإسرائيلية من المرور عبر قناة السويس ومضيق تيران وخليج العقبة حتى توقف إسرائيل جريمة الابادة الجماعية في فلسطين ،عندها سوف يحضر إلى مصر كل من أصحاب السمو الأمير محمد بن سلمان و الشيخ تميم و الشيخ محمد بن زايد، عندها يتم تقديم 500 مليار دولار لمصر لسداد ديونها ، وتطوير جيشها”.
واختتم مؤكدا أن فن إدارة الصراع يستوجب هذا التحرك.
وتعليقا على هذه الدعوة أكد الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب أن مشكلة مصر الكبرى أو الأساسية أو الأولى ليست هى الديون التى ورطنا أنفسنا فيها، ومصيرنا ليس معلقا بالامارات والسعودية لتعطينا المال ، مشيرا إلى أن ما تحتاجه مصر هو الإرادة والاستقلال والاستعداد لاتخاذ القرار الذى يدافع عن الأمة ويحقق مصالحها.