الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ترامب يهدد وإيران ترد بالمفاوضات.. واشنطن بين خيار الضربة والواقع الجيوسياسي المعقد
تغيير حجم الخط     

ترامب يهدد وإيران ترد بالمفاوضات.. واشنطن بين خيار الضربة والواقع الجيوسياسي المعقد

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس مايو 08, 2025 7:39 pm

1.png
 
بينما أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداً واضحاً باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم تتخل عن طموحاتها النووية، تتعدد التحليلات والتقديرات في واشنطن بشأن جدوى هذا التصعيد، وسط انقسام واضح بين من يدفع نحو مواجهة مفتوحة ومن يحذر من عواقبها.

ففي تصريحات إعلامية، قال ترامب إنه “بالتأكيد” قد يلجأ إلى ضرب منشآت إيران النووية، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية.

وجاءت تصريحات ترامب في وقت تتواصل فيه المفاوضات بين البلدين، والتي هي بمثابة الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق النووي المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” في الولاية الأولى لترامب، الذي اعتبر الاتفاق “غير كافٍ” للحد من قدرات إيران النووية، ووسع لاحقاً سياسة “الضغط الأقصى” لتشديد العقوبات على طهران.

ورغم هذه الأجواء المشحونة، تتباين آراء الخبراء والمحللين الأميركيين حول واقعية تنفيذ ضربة عسكرية، أو إمكانية دخول الولايات المتحدة في مواجهة جديدة في الشرق الأوسط.

ففي حوار خاص قال عميد كلية الشؤون العامة في جامعة بالتيمور، إيفان ساشا شيهان، إن سلوك ترامب “يصعب التنبؤ به”، لكنه أشار إلى أن “الرئيس أعلن استعداده لاستخدام القوة العسكرية الحاسمة ضد الجمهورية الإسلامية”، مضيفاً “أصدّقه في ذلك. لا أعتقد أن الخيار العسكري قد أُزيل من الطاولة”.

وأكد شيهان أن السيناريو الأكثر ترجيحاً، في ظل عدم رغبة الإدارة الأميركية في نشر قواتها في الشرق الأوسط، سيكون “ضربات جوية محددة ولكن كبيرة التأثير، مصحوبة بدعم قوي للمعارضة الديمقراطية الإيرانية، وعمليات سرية داخل البلاد”.

وأشار إلى أن النظام الإيراني لطالما خشي من أن تتحول المعارضة الداخلية إلى حركة تغيير شاملة تقوض أركان النظام من الداخل، مرجحاً أن تكون هناك خطط يجري تجهيزها لتفعيل هذا المسار خلال أشهر الصيف المقبلة.

كما لفت إلى أن “الكونغرس يضغط لضمان التزام الإدارة الأميركية بنزع السلاح النووي الكامل والتحقق التام من وقف التخصيب في أي اتفاق قادم مع طهران”، معتبراً أن أي حل دون هذه الشروط “سيتعرض للنقد الشديد في واشنطن”.

وفيما تعاني إيران من أزمة اقتصادية خانقة، تتجلى في انهيار قيمة الريال، وارتفاع معدلات البطالة، والتضخم المتسارع، يرى شيهان أن “كل إشارات الإنذار مضاءة باللون الأحمر بالنسبة للنظام”.

لكن هذا الرأي لا يحظى بإجماع داخل الأوساط البحثية الأميركية.

ففي حوار آخر خاص ، استبعد الباحث في مركز الشرق الأوسط بواشنطن، سمير التقي، تماماً قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.

وقال “أنا أستبعد تماماً توجيه الولايات المتحدة ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. لأنه ماذا بعد اليوم التالي لضرب إيران؟”.

واعتبر أن “ضرب المنشآت النووية الإيرانية لن ينهي البرنامج، بل سيمنحه شرعية جديدة”، مضيفاً “إيران تمتلك المعرفة والتقنية، وأي ضربة لن توقف قدرتها، بل ستدفعها لإطلاق مشروع نووي عسكري معلن”.

ووصف التقي تصريحات ترامب بأنها “إعلامية”، ولا يُعوّل عليها كخيار إستراتيجي حقيقي.

من جهته، قدم الأستاذ السابق في جامعة نورث وسترن في شيكاغو، محيي الدين قصار، رؤية أعمق لأبعاد الأزمة، حيث قال في حديث خاص “لا أعتقد أن إدارة ترامب قادرة على فتح جبهة عسكرية جديدة، حتى وإن كانت محدودة، في الشرق الأوسط. وإذا قررت إسرائيل أن تقصف المفاعلات الإيرانية، فستفعل ذلك وحدها”.

وأشار قصار إلى أن “الأزمة الاقتصادية العميقة التي تمر بها الولايات المتحدة والعالم، قد تجعل من ضرب إيران محاولة لصرف الأنظار داخلياً، لكن ذلك لا يعني أن القرار قابل للتنفيذ بسهولة”.

وأضاف “إسرائيل حصلت بالفعل على الصواريخ والطائرات طويلة المدى، لكنها لا تستطيع تنفيذ الهجوم دون غطاء أميركي إستخباراتي، ولوجستي، وإستراتيجي. أما بعد القصف، فماذا بعد؟ ومن يضبط ردود الفعل؟”.

واعتبر أن “إيران، رغم خطابها العدائي، لا تسعى لاستخدام قنبلة نووية ضد إسرائيل، هذا وهم. النظام الإيراني يستخدم التهديد الخارجي لتبرير قمعه الداخلي ولسحق شعبه، وقد رأينا كيف تحولت دول مثل العراق ولبنان إلى أدوات بيده دون أن توفر لشعوبها أبسط الخدمات”.

ويختتم قصار حديثه بالتأكيد على أن “الصورة المروجة في الإعلام العربي عن عداء إيديولوجي شامل بين إيران وإسرائيل، تخفي واقعاً أكثر تعقيداً، حيث المصالح تتشابك، والأنظمة توظف الخطاب العدائي لأغراض داخلية أكثر مما تسعى لتحقيق أهداف إستراتيجية حقيقية”.

واشنطن/ مصطفى هاشم
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار