الوثيقة | مشاهدة الموضوع - انتخابات العراق 2025: قادة الكتل يختبرون ثقلهم الشعبي… السوداني يراهن على الخدمات
تغيير حجم الخط     

انتخابات العراق 2025: قادة الكتل يختبرون ثقلهم الشعبي… السوداني يراهن على الخدمات

مشاركة » السبت مايو 24, 2025 2:35 am

7.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: بدأ قادة الكتل والأحزاب السياسية في العراق التفكير جدياً بخوض السباق الانتخابي المقرر في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بقوائم منفردة، بمعزل عن التحالفات التي انضووا تحت لوائها منذ 2021، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى اختبار ثقلهم الشعبي، على أمل العودة لاحقاً إلى تكتّلاتهم التقليدية (شيعية، سنية) بعد إعلان النتائج ومعرفة حجومهم الانتخابية، باستثناء رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الذي اتخذ قرار المشاركة في الانتخابات بائتلاف يركز على «السيرة الخدمية» لأقطابه.
في أواخر نيسان/ أبريل الماضي، قرر «الإطار التنسيقي» الشيعي، عقب اجتماع جرى في منزل زعيم منظمة «بدر»، هادي العامري، دخول الانتخابات بـ«قوائم متعددة»، على أن «تلتئم عقب نتائج الاقتراع، لتشكيل كتلة (الإطار التنسيقي) التي تضم جميع أطرافه»، حسب بيان صحافي حينها.
ورغم مرور شهرٍ على قرار الائتلاف الذي يضم جميع القوى السياسية الشيعية، باستثناء التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، غير أن أيّا من الكتل المنضوية فيه لم تُعلن عن مشاركتها «منفصلة» في الانتخابات، ما عدا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي أعلن تشكيل ائتلاف جديد مع عدد من القيادات السياسية، مستفيداً من منجزات خدمية قدّمها خلال فترة تولية دفّة الحكم في العراق.
ويحمل الائتلاف الجديد اسم «الإعمار والتنمية»، ويضم كلاً من «تيار الفراتين» بزعامة السوداني نفسه، بالإضافة إلى «تجمّع بلاد سومر»، الذي يترأسه وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي، و«تحالف العقد الوطني»، برئاسة فالح الفياض رئيس «الحشد»، وائتلاف «الوطنية»، بزعامة إياد علاوي، فضلاً عن «تجمع إبداع كربلاء»، برئاسة محافظ كربلاء نصيف الخطابي، و«تجمع أجيال» الذي يتزعمه المقرب من السوداني، النائب محمد الصيهود، وتجمع «حلول الوطني»، للوزير والنائب السابق، محمد صاحب الدراجي.
ويجتمع أقطاب التحالف الجديد في عملهم، السابق والحالي، في السلطتين التنفيذية والتشريعية، في خطوة من شأنها أن تضاف إلى برنامج عمل السوادني الذي يركز على تنفيذ مشاريع تتعلق بالخدمات والبنى التحتية، التي عانى من فقدانها العراقيون منذ عام 2003، وهو أمر قد يمهد الطريق أمامه لولاية ثانية.
والأربعاء الماضي، صادقت المفوضية العليا للانتخابات، على ائتلاف «الإعمار والتنمية»، مؤكدة في بيان صحافي أن « مجلس المفوضين قرر المصادقة على التحالف السياسي طالب التأسيس (ائتلاف الإعمار والتنمية) استناداً إلى أحكام المادة (17/ ثالثاً) من قانون الاحزاب السياسية رقم 36 لسنة 2015 وحسب التفاصيل الواردة في مذكرة دائرة شؤون الاحزاب والتنظيمات السياسية».
وكان الائتلاف قد أفاد في أول بيان صحافي له أنه «التزاما بالوعد الذي قطعناه لأبناء شعبنا الكريم، بالعمل والخدمة والحفاظ على كيان مؤسسات الدولة وسيادتها، وتوفير أسباب التنمية المستدامة، واستكمالاً لنهج الإعمار والإصلاح الذي شرعت به الحكومة عبر برنامجها وبأولوياته الخمس، ومن خلال مشاريعها ومُستهدفاتها، تتشرف مجموعة من القوى والتيارات الوطنية العراقية أن تعلن لعموم أبناء شعبنا العراقي، عن تشكيل (ائتلاف الإعمار والتنمية) لخوض الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في تشرين الثاني المقبل».
وأضاف البيان: «لقد وضعنا نُصب الأعيُن، مصلحة العراق والعراقيين أولاً، واستهدفنا استدامة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني، واستكمال البُنى التحتية والمشاريع الاستراتيجية، وترسيخ ما تحقق من الأمن والاستقرار والعلاقات مع المحيط الإقليمي والعربي والعالمي، والبناء على ما أنجز من خطوات كبيرة خلال العامين الماضيين، في ظل ما شهده العمل الحكومي من خدمات وتطوير وخلق للفرص، ورعاية للأسرة وشرائح المُجتمع كافة، آخذين بعين الاهتمام تلبية تطلّعات المواطن في كل مكان».
أما ائتلاف «الوطنية»، فاعتبر التحالف الجديد بأنه يمهد لتأسيس دولة «مدنية حديثة» تضمن الحقوق والحريات لجميع المواطنين.

ينوون خوض الاستحقاق بقوائم منفردة… والعودة للتحالفات التقليدية بعد إعلان النتائج

ورأى في بيان صحافي إنه «إيماناً منا بقيام دولة المواطنة الحقة التي تقوم على أسس العدل والمساواة وسيادة القانون، وتضع مصلحة العراق وشعبه الكريم فوق كل اعتبار، نُعلن عن انضمام ائتلاف الوطنية إلى ائتلاف الإعمار والتنمية لخوض الانتخابات التشريعية القادمة، إلى جانب عدد من القوى السياسية الوطنية المؤمنة بالتغيير الإيجابي والملتزمة بخدمة الوطن والمواطن».
واعتبر أن الائتلاف الجديد جاء «انطلاقاً من حرصنا على توحيد الصف الوطني، وتعزيز العمل السياسي المشترك من أجل قيام دولة مدنية حديثة، بعيدة عن المحاصصة الطائفية والجهوية والمصالح الفئوية الضيقة».
وتابع: «إننا نؤمن بأن العراق يستحق قيادة وطنية مخلصة شريفة تحتضن العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه بكل اطيافه واعراقه وقومياته، تعمل بجد على إعادة بناء مؤسسات الدولة، والنهوض بالخدمات الأساسية، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في جميع القطاعات».
وأكمل: «كما نؤكد التزامنا التام، ومن خلال تحالفنا مع باقي القوى الوطنية المؤتلفة ضمن ائتلاف الإعمار والتنمية، بدعم مسيرة الإصلاح السياسي، ومحاربة الفساد، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة، وضمان الحقوق والحريات لجميع المواطنين دون تمييز».
ودعا الشعب العراقي إلى «المشاركة الفاعلة والمسؤولة في رسم مستقبل العراق من خلال صناديق الاقتراع، لنخطو معاً بثبات نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والبناء والتقدم».

رؤية طويلة الأمد

وخلافاً للتحالفات الانتخابية السابقة، يقول أمين عام تجمع «أجيال»، النائب محمد الصيهود، ان ائتلاف «الإعمار والتنمية»، ليس مجرد مشروع مؤقت، بل هو رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق تحسين شامل.
ويضيف في بيان صحافي: «وهو (الائتلاف الجديد) ليس مجرد مشروع مؤقت، بل هو رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق تحسين شامل في جميع جوانب الحياة من خلال التخطيط الاستراتيجي والتعاون الفعال، حيث يمكننا بناء مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة».
وأكد أن «الائتلاف يسعى إلى تحسين وتطوير البنية التحتية كوسيلة لدعم النمو الاقتصادي والتجاري والمجتمعي، فضلا عن تحسين مستوى الخدمات كافة والنهوض والارتقاء بالمستوى المعاشي للفرد العراقي وتطوير القطاعين الخاص والاستثماري، إضافة إلى المضي قدما في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية، خاصة طريق التنمية، ومشاريع الموانئ والطرق والجسور والسياحة والطاقة والمطارات وغيرها من المشاريع الأخرى».
سنّياً، لم تُعلن القوى السياسية عن خطواتها التحالفية لخوض الانتخابات التشريعية، غير أن زعيم حزب «تقدّم»، رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي، اتخذ قراره أخيراً بخوض السباق الانتخابي لوحده، بمعزل عن أي تحالف أو ائتلاف سابق.
وتقدم الحزب، أول أمس، بطلب رسمي إلى دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية في مفوضية الانتخابات، أبدى فيه رغبته بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة «من دون أي تحالف سياسي انتخابي مع أحزاب أخرى».
ورغم وجود عدد من التكتلات السياسية السنّية، غير أن أبرزها تحالف «السيادة»، بزعامة خميس الخنجر، وتحالف «العزم»، بزعامة مثنى السامرائي، المقرّب من «الإطار التنسيقي» الشيعي.
على الطرف الآخر، وصلت رسائل سياسية من إقليم كردستان العراق، بأن الحزبين الكرديين الرئيسين لم يتوصلا إلى اتفاقٍ بعد، من شأنه إعادة إحياء «التحالف الكردستاني»، وخوض الانتخابات التشريعية الاتحادية المقبلة بكتلة واحدة.
ويرتبط هذا القرار بشكلٍ وثيق مع المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة إقليم كردستان العراق، فضلاً عن مسألة حسم منصب رئيس الجمهورية المقبل، الذي هو من حصّة الأكراد، بناءً على اتفاق سياسي سابق، غير أنه في كل عام يشهد خلافاً حول أحقية أيّ الأحزاب الكردستانية في تولي المنصب.
يتزامن ذلك مع تحذيرات أطلقها الوزير السابق، باقر الزبيدي، من خطورة استمرار وجود الأحزاب التقليدية التي تنتهج المحاصصة والفساد أسلوباً للوصول إلى المناصب.
ويوثّق الزبيدي، في بيان صحافي، زيادة في «الانشقاقات الحزبية مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، مما زاد في حالة الإحباط لدى الشارع العراقي»، معتبراً أن «هذه الانشقاقات هي نتاج طبيعي لسياسة هذه الأحزاب التي اعتمدت على نهج المحاصصة وشراء الذمم في كسب المنتمين لها أو كسب الجماهير».

انشقاقات حزبية

ورأى أن «اللافت أن الأحزاب التي تعرضت إلى انشقاقات هي نفسها كانت تقوم بعملية زرع الانشقاقات في الكيانات والأحزاب الأخرى، بل وكانت تقوم بشراء بعض النواب المستقلين»، مشدداً على أهمية أن «تطرح هذه الأحزاب على نفسها السؤال الأهم: هل ثوابتها الوطنية هي أساس عملها السياسي؟ والإجابة هي مسؤولية الشارع العراقي».
وأكد أن «مستقبل هذه الأحزاب السياسية سيكون مشابهاً لبعض الأحزاب التي خسرت شعبيتها وقاعدتها بشكل كبير وتتراجع حظوظها مع كل انتخابات»، لافتاً إلى إن «الشارع العراقي اليوم بات مطلعا على العديد من القضايا التي ساهمت في فقدانه للثقة بهذه الأحزاب، مثل قضية سرقة القرن وقضية خور عبد الله، واللتين كان لهما أثر كبير في تراجع ثقة المواطن بالأحزاب وبالعملية السياسية ككل».
وأشار الزبيدي الذي يتزعم تحالف «مستقبل العراق»، إلى أن «هذه الأحزاب ستكون نهايتها قريبة، وحتى في حال فوزها في الانتخابات فإن النتيجة ستكون معروفة، فهي ستنشغل بتقاسم المناصب والمغانم ولن يحصل جمهورها على شيء»، مؤكداً أن «الشارع العراقي لا بد أن يعاقب هذه الأحزاب ويعيدها إلى حجمها الطبيعي، لأنها أحزاب اعتمدت على أكاذيب وحيل ومال سياسي ولم تعتمد على عمل وطني حقيقي».
إلى ذلك، حذر إمام وخطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي، من مقاطعة العراقيين للانتخابات.
وقال في خطبة صلاة الجمعة أمس إن «الانتخابات هي تعبير عن إرادة الشعب، وفي ظل هذه الأوضاع التي نعيشها اليوم، ما هو الطريق الأفضل للإصلاح؟».
وأضاف أن «الإصلاح لا يكون من خلال المقاطعة بل من خلال العمل والحضور وانتخاب الأصلح»، مردفا بالقول إن «المقاطعة تعني ضياع العراق بتقدّم الآخر».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير