الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الإبادة في غزة.. جثث الشهداء مقطّعة ووفاة طفل جوعا
تغيير حجم الخط     

الإبادة في غزة.. جثث الشهداء مقطّعة ووفاة طفل جوعا

مشاركة » الثلاثاء إبريل 29, 2025 3:59 am

1.jpg
 
غزة – «القدس العربي» ووكالات: استشهد عشرات الفلسطينيين في غزة الإثنين في جراء سلسلة هجمات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما توفي طفل جوعا بسبب الحصار المفروض من قبل إسرائيل.
وأفاد الدفاع المدني في غزة الإثنين أن 40 شخصا استشهدوا على الأقل في غارات إسرائيلية على القطاع منذ الفجر.
وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق، عن ارتقاء 71 شهيدا، وإصابة 153 شخصا آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، وقالت إن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بلغت 2,222 شهيدا، و5,751 مصاباً.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52,314 شهيدًا و117,792 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي مجزرة جديدة استهدفت عائلة أبو مهادي شمالي قطاع غزة، استشهد عشرة مواطنين وأصيب آخرون بجراح مختلفة، حين قصفت طائرات الاحتلال منزلاً العائلة الواقع غرب مخيم جباليا.
وجرى انتشال شهداء المجزرة بصعوبة جراء نقص المعدات اللازمة، وكان من بينهم من تمزقت أجسادهم، جراء شدة الانفجار الصاروخي وانهيار المبنى عليهم.
كذلك أصيب عدد من المواطنين جراء قصف إسرائيلي استهدف الأطراف الغربية لبلدة بيت لاهيا.
أما في مدينة غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال الهجوم البري على أطرافها الشرقية، فقد استشهد ثلاثة مواطنين وسقط عدد من الجرحى، في غارة إسرائيلية على منزل يقع شمال غربي المدينة، وهو الثاني خلال ساعات بعد استهداف منزلا ليل الأحد في تلك المنطقة أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
كما استشهد ثمانية أشخاص وأصيب عدد آخر، في قصف للاحتلال طاول خيمة نازحين، قرب دوار أبو مازن غرب المدينة، وتجمعا للمواطنين عند مفترق الغفري في شارع الجلاء وسط المدينة.

اعدام الشباب في الكافيتريا

أما في وسط قطاع غزة، فقد عمت حالة من الحزن الشديد في مخيم النصيرات، خلال تشييع جثامين سبعة شبان، استشهدوا خلال وجودهم في كافتيريا على مدخل المخيم، بعد استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي، حيث أظهرت لقطات مصورة اللحظات الأولى للقصف، واستشهاد وإصابة من كان موجودا في المكان وهم يجلسون أماكنهم على كراسي في ذلك المكان، بعد أن قطعت شظايا الصواريخ الإسرائيلية أوداجهم، أو أصابت أجسادهم في مناطق قاتلة.
وظهر شابان وقد ارتخى عنقاهما وتدلى رأساهما على صدريهما، بعد أن فارقا الحياة جراء تلك الغارة العنيفة، فيما ظهر آخرون من الضحايا وبينهم مصابون بجراح خطيرة، وينقلون على متن عربات مدنية، وعلى ظهور زملاء لهم إلى مشفى العودة في مخيم النصيرات.

40 شهيدا على الأقل والدفاع المدني يعلن نفاد وقود آلياته

وقال أحد الشهود لـ «القدس العربي»: «كان المنظر مخيفا، الجثث في كل مكان، شبان شفناهم مستشهدين على الكراسي، وجثث في الساحة وعلى الأرض».
وكان هذا الشاب لحظة الاستهداف يمر على مقربة من المكان، وقد هرع كآخرين كثر للمساهمة في عمليات الإنقاذ.
وأكد أكثر من شاهد عيان لـ «القدس العربي»، أن المكان الذي تعرض للقصف، يرتاده الشبان لشرب القهوة والشاي، ورؤية بعضهم البعض بعيدا عن أجواء الحرب والدمار، وأن ما حصل كان مجزرة متعمدة بهدف منع التواصل الاجتماعي بين المواطنين.
وشيع سكان مخيم النصيرات صبيحة الاثنين جثامين الشهداء، بعد أداء صلاة الجنازة عليهم في ساحة المشفى، ومن هناك نقلوهم إلى مقبرة المخيم لمواراتهم الثرى، وسط حالة من الحزن الشديد.
وفي السياق، ارتقت طفلة شهيدة، جراء قصف منزل عائلة الهور في مخيم المغازي، فيما سقط خمسة مصابين جراء قصف إسرائيلي استهدف أرضا زراعية في شارع أبو ستة ببلدة الزوايدة، كما تعرضت أطراف مخيم النصيرات الشمالية القريبة من «محور نتساريم»، هي وأطراف مخيم البريج الشمالية والشرقية لقصف مدفعي عنيف.
وتواصلت المجازر الدامية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وتركز القصف الإسرائيلي كما الأيام الماضية على خيام النازحين في منطقة المواصي غربا، حيث ارتقى شهيدان وأصيب عدد آخر بجروح، جراء استهداف خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشافعي غربي المدينة.
كذلك قال الدفاع المدني في بيان إن طواقمه نقلت ثمانية شهداء في قصف طال منزلا لعائلة «الآغا» في منطقة الشطر الغربي في خان يونس.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد فتاة، متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف خيمة قرب مخيم الأرض الطيبة غربي المدينة، وهي غارة نفذت ليل الاثنين، وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وترافق ذلك مع انتشال طواقم الإنقاذ جثامين أربعة شهداء، من تحت أنقاض منزل عائلة كوارع الذي تعرض للقصف، والواقع في منطقة جورة اللوت في المدينة، ليرفع عدد شهداء هذه المجزرة التي وقعت ليل الأحد إلى 14 شهيدا، فيما ارتقى شهيد وأصيب شخصان آخران في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في بلدة عبسان الكبيرة شرقا.
وأصيب 4 مواطنين، بينهم إصابة خطيرة، في قصف إسرائيلي استهدف دراجة هوائية في بلدة عبسان، وأبلغ مواطنون كذلك عن تعرض العديد من المناطق الواقعة شرق خان يونس، وفي المناطق الجنوبية للمدينة القريبة من «محور موراغ» لقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف.
وذكرت مصادر محلية من المدينة، أن أهالي الضحايا شيعوا الاثنين جثامين 15 مواطنا بينهم أطفال ونساء من ساحة مشفى ناصر، سقطوا جراء غارات ليلة وأخرى في ساعات الفجر والصباح على المدينة.

رفح

في الموازاة، واصل جيش الاحتلال الهجوم البري على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، وشن الطيران الحربي غارات على المناطق الشرقية للمدينة، وتعرضت والأطراف الشمالية أيضا لقصف مدفعي.
كذلك قام قوات الجيش المتوغلة في محيط «محور موراغ» الذي يفصل رفح عن باقي مناطق القطاع، بعمليات تجريف واسعة.
وأطلقت سلطات الاحتلال سراح 11 أسيرا من قطاع غزة، حيث قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ينقلهم من إحدى نقاط الحدود، إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس للخضوع للفحص الطبي بسبب حالة التعب والإعياء التي ظهرت عليهم.
والجدير ذكره أن خطط الضغط العسكري تشمل إغلاق معابر قطاع غزة، حيث لم تسمح سطات الاحتلال منذ الثاني من آذار / مارس الماضي، دخول أي مواد تموينية أو طبية أو وقود للسكان، وهو ما أدى إلى تدهور خطير للأوضاع الإنسانية، بشكل أكبر مما كانت عليه.
ونقلت تقارير محلية عن مصادر طبية وفاة الطفل إسماعيل المصري (13 عامًا) من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بسبب سوء التغذية الحاد وتضخم الكبد، وقد سبق لهذا الطفل أن استشهد اثنان من أشقائه.
وتؤكد منظمات الأمم المتحدة الإنسانية، أن إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية منذ 2 آذار / مارس الماضي، وهو ما أدى إلى تبعات خطيرة على قطاع غزة، وطالبت مرارا سلطات الاحتلال بفتح كافة المعابر وإدخال هذه المساعدات بشكل عاجل، وشددت على ضرورة العودة لوقف إطلاق النار، وقد حذرت من تفشي المجاعة على نطاق واسع.

توقف عربات الإنقاذ

وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، عن نفاد كميات الوقود الخاصة بتشغيل مركباتهم الخاصة بالإطفاء والإنقاذ والإسعاف، في محافظات جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى توقف 8 مركبات عن الحركة من أصل 12 مركبة.
وحذر من أن تدخلات الجهاز الإنسانية والاستجابة لنداءات المواطنين في هذه المحافظات ستكون محدودة وستشارك فيها فقط 4 مركبات، الأمر الذي يهدد حياة مئات آلاف المواطنين والنازحين في مراكز الإيواء.
وطالب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وللمؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لفتح معابر قطاع غزة، والسماح بإدخال الوقود وتزويد المؤسسات والأجهزة العاملة في المجال الإنساني.
وحملت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما وصفتها بـ «أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث»، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب «جرائم حرب مكتملة الأركان وإبادة جماعية ممنهجة بحق شعبنا في قطاع غزة».
وأشارت إلى أن الاحتلال حول غزة إلى «سجنٍ جماعيٍ كبير، وشن حرب تجويع ممنهجة، تزامناً مع تصعيد القصف الوحشي، والاستهداف المركز للأطفال والمدنيين الأبرياء».
وأكدت أن ️»استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية «يُمثّل سلاحاً جباناً يستخدمه الاحتلال ضمن سياسة الإبادة الجماعية، ويهدد بحدوث مجاعة شاملة تطال أكثر من مليوني إنسان في القطاع، ويُعتبر وسيلة ابتزاز لفرض الضغط على شعبنا وإحداث معاناة شديدة لا تُحتمل».
وقالت «لجان المقاومة الشعبية» أن الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر والمذابح والإبادة الجماعية، وفق سياسة ممنهجة ومدروسة ومتعمدة «في ظل صمت وخذلان ونفاق عالمي وأممي ودولي لا مثيل له»، وتابعت أن «دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وكل أبناء شعبنا ستظل وصمة عار على جبين الإنسانية، وعلى كل من يصمت على المحرقة الصهيونية التي تنفذ في قطاع غزة».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير